رُزِقْتِ مُنَى النفُوسِ مِنَ الجَمالِ - خليل مطران

رُزِقْتِ مُنَى النفُوسِ مِنَ الجَمالِ
وَفَوْقَ مُنَى النفُوسِ مِنَ الكَمَالِ

ذَكَاءٌ فِي حَيَاءٍ فِي وَقارٍ
لَهُ أَحْلَى التَّشَبِه بِالدَّلالِ

حِسَانُ العَصْرِ عِقْدٌ مِنْ لآَلٍ
وَرِينِيهُ الفَرِيدَةُ فِي الَّلآلِي

تَصَوَّرَتِ البَدَائِعُ فِي حُلاَهَا
بِأَلْوَانِ الرَّوَائعِ فِي الخِصَالِ

وَقُلْ مَا شِئْتَ فِي أَدَبٍ وَعِلْمٍ
تَبُزُّ بِهِ النَّوَابغَ فِي الرِّجالِ

وَقُلْ مَا شِئْتَ فِي دَعَةٍ وَتَقْوَى
مُشَرِّفَةٍ لِرَبَّاتِ الحِجَالِ

لأُسْرَتِهَا رَعَاهَا الله نُبْلٌ
بِهِ ازدَانَ الأَوَاخِرُ وَالأَوَالِي

وُجُوهُهُمُ لأَنْفُسِهِمْ مَراءٍ
وَأَنْفُسُهُمْ مَصَابِيحٌ تُلاَلِي

هُمُ الوَافُونَ فِي عَصْرٍ مُرِيبٍ
بِهِ عُدَّ الوَفَاءُ مِنَ المُحَالِ

وَشَاعِرُهُمْ لَعُوبٌ بِالمَعانِي
جَدِيدُ الفِكْرِ وَثَّابُ الخَيَالِ

لِفِيلِيب الَّذِي آثَرْتِ نَجْمٌ
كَنَجْمِكِ فِي سَمَاءِ السَّعْدِ عَالِ

طَبِيبٌ طَابَ عُنْصرُهُ وَصَحَّتْ
بِهِ شِيَمُ الزَّمَانِ مِنِ اعْتِلاَلِ

شِفَاءُ العينِ بَعْضُ ندَى يَدَيْهِ
وَنَصْلَتُهُ الرَّحِيمَةُ فِي النِّصَالِ

كَأَنَّ عِنَايَة تُوحِي إِلَيْهِ
صَوَابَ الرَّأْيِ فِي الدَّاءِ العُضَال

يُبالِي فِي الصَّدَاقَةِ كُلَّ شيءٍ
وَقَدْ يَلْقَى الخُطُوبَ فَمَا يُبالِي

عزِيزٌ مِنْ أَعِزَّاءٍ كِرَامٍٍ
تَوَزعَ بَيْنَهُمْ كَرَمُ الخِلاَلِ

شَبَابٌ مِلْءُ عَيْنِ المَجْدِ كُلٌّ
بِأَخْلاَقٍ كَماءٍ المُزْنِ حَالِ

مِنَ التوْفِيقِ أَنَّهُمُ أَصَابُوا
عَسِيرَ النُّجْحِ مَيْسُورَ المَنَالِ

فَيَا فَرْعاً زكَا مِنْ خَيْرِ أَصْلٍ
وَغَانِيَةً نَمَاهَا خَيْرُ آلِ

قِرَانُكُمَا بَدَا التَّوْفِيقُ فِيهِ
بِأَبْهَجَ مَا يَكون مِنَ المِثَالِ

أَضَاءَ اليُمْنُ لَيْلَتَهُ فَأَبْدَتْ
حُليّاً عُطِّلَتْ مِنْهَا اللَّيَالِي

وَكَانَ هِلاَلُهَا لِلتِّمِّ رَمْزاً
أَلَيْسَ التِّمُّ وَعْداً لِلهِلاَلِ

فَعِيشَا وَاهْنَآ وَلدَا وَكُونَا
حَلِيفَيْ غِبْطَةٍ فِي كُلِّ حَالِ