حَبَّذا النَّيْروزُ عِيداً - خليل مطران

حَبَّذا النَّيْروزُ عِيداً
كُلَّما عَادَ جَدِيدا

هُوَ رَأْسُ الْعَامِ قَدْ أَقَ
بَلَ مَيْمُوناً حَمِيدا

صَادِقُ الْمِيعادِ لا يَخ
لَقُ وَشْكاً أَوْ وَئِيدا

فَتَمَلَّوْهُ لِقَاءً
واغَنَمُوا الْعَيشَِ الرَّغِيدا

ذَاكَ يَوْمٌ يَجْمَعُ الدَّهْ
رَ قَدِيماً وَعَتِيدا

يَبْسُطُ الذِّكْرى وَإِنْ كَا
نَ بِهَا الْعَهْدُ عَهِيدا

جَالِياً مِنْ حِكْمَةِ الأَحْ
قابِ مَا يَهْدِي الرَّشِيدا

لَيْسَ مَا شَطَّ إِذَا قَ
رَّبَهُ الذَّهْنُ بَعِيدا

كَمْ شَهِيداً خَلَّدَ التَّا
رِيخُ فِيهِ وَشَهِيدا

ذَاقَ مِنْ تَعْذِيبِ دُقْلَتْ
يَانِ نَاراً وَحَدِيدا

سَاجِداً لِلهِ لاَ يَرْ
ضَى لِمَخْلُوقٍ سُجُودا

وَاهِباً دُنْياهُ لِدِيِ
نِ وَمَا كَانَ مُرِيدا

إِنْ تَمَلَّكْتَ فَلاَ تَتَّ
خِذِ النَّاسَ عَبِيدا

ضَلَّ مَنْ كَانَ لِمَا لَمْ
يَرِدِ الْقَوْمَ مُرِيدا

زَمَنٌ خَطَّ بِهِ آ
باؤُكُمْ سَفَراً مُجِيدا

ثُمَّ رَدَّ الصَّبْرُ عَنْهُمْ
ذلِكَ الْكَيْدَ الْمُبِيدا

وَانْقَضَتْ تِلْكَ النُحُوسُ ال
دُّكْنُ بَلْ عَادَتْ سُعُودَا

يَبْذُرُ الْبَغْيُ دِمَاءً
يَنْبَتُ العَدْلُ وُروُدا

عَاشَ فَارُوقُ الْمَلِيكُ الْمُ
فْتَدَى دَهْراً مَدِيدا

سَيِّدٌ هَيَّأَ بِالْعَدْلِ لِمِ
صْرَ أَنْ تَسُودَ

أَيَّدَ الشُّورَى وَأَجْرَى
الْحِكْمَ مَجْرَاهُ السَّدِيدا

وَابْتَنَى فِي كُلِّ قَلْ
بٍ وَامِقٍ عَرْشاً وَطِيدا

عَهْدُهُ بِالأَمْنِ وَاليُمْ
نِ مَحَا تِلْكَ العُهُودا

إِنَّ فِي مُجْتَمَعِ الْ
يَوْمِ لَتِذْكَاراً مُفِيدا

عِظَةٌ مُجْدِيَّةٌ وَال
دّرْسُ أَجْدَى مَا أُعِيدا

مَعْهَدُ التْوفِيقِ يَسْتَنْ
فِدُ لِلْخَيْرِ الجهُودا

صُرْحُ عُرْفَانٍ عَلَى أُس
سٍّ مِنَ الإِحْسَانِ شِيدا

نَشَّأَ النَّابِتَةَ المُ
ثْلَى وَأَنْمَاهَا عَدِيدا

يَا وَزِيرَ العِلْمِ لازُلْ
تَ لأَهْلِيهِ عَمِيدا

أَنْتَ مَنْ يَسْبَقُ مِنْهُ
نَاجِزُ الْفَضْلِ الوُعُودا

أَوْلَى هَذَا الْبَيْتَ عَوْ
ناً تَوْلَهُ نُجْحاً أَكِيدا

كُلَّما زِيدَ نَدىً أَعْط
تْ مَجَانِيَةُ مَزِيدا

حَبَّذَا النيْرُوزُ عِيداً
كلَّما عَادَ جَدِيدا

هُوَ رَأْسُ العِلْمِ قَدْ أَقْ
بَلَ مَيْمُوناً حَمِيدا

صَادِقُ الْمِيعَادِ لاَ يَخْ
لَقُ وَشْكاً أَوْ وَئِيدا

فَتَمَلَّوْهُ لِقَاءً
وَاغْنَمُوا العَيْشَ الرَّغِيدا