هَذِي الرَّزِيْئَةُ فيْكِ - خليل مطران
هَذِي الرَّزِيْئَةُ فيْكِ
                                                                            أَفْدَحُ مَا أُصِيبَ بِهِ الكَمَالْ
                                                                    أَتُرَى يَعَزِّي بَاكِياً
                                                                            مِنْ فِعْلِهَا قَوْلٌ يُقَالْ
                                                                    يَا شَمْسُ لَمْ يَكْملْ نَهارُكِ
                                                                            كَيْف فَاجَأَكِ الزَّوَالْ
                                                                    يَا صُورَةَ الأُنْسِ الَّتِي
                                                                            حَكَتِ المَلاَئِكَ بِالخِصَالْ
                                                                    أَسَفاً عَلَى ذَاكَ الحِجَى
                                                                            أَسَفاً عَلَى ذَاكَ الجَمَالْ
                                                                    أَسَفاً عَلَى الشِّيَمِ الحِسَانِ
                                                                            جَمَعْنَ فِي أَبْهَى مِثَالْ
                                                                    عَايَشْتِ بِالحُسْنَى حَلِيلَكِ
                                                                            لَمْ تَسُؤْهُ مِنْكِ حَالْ
                                                                    فَأقَامَ مَوْفُورَ الرِّضَى
                                                                            جَمَّ الصَّفَاءِ رَخِيِّ بَالْ
                                                                    وَرَفَعْتِ شَأْنَ الغَانِيا
                                                                            تِ الحَانِيَاتِ عَلَى العِيَالْ
                                                                    البَانِياتِ بِقُوَّةِ الأخْلاَ
                                                                            قِ أَعْلاَمَ الرِّجَالْ
                                                                    الصَّائِغَاتِ مِنَ البَنَا
                                                                            تِ عُقُودَ زَهْرِ أَوْ لآَلْ
                                                                    لَمْ تَغْفَلي حَقَّ الفَقِيرِ
                                                                            وَلَمْ تَسُومِيهِ السُّؤَالْ
                                                                    تَرَكْتِ فُؤَادَكِ مِنْ تَكَا
                                                                            لِيفٍ المُمُرءَةِ فِي كِلالْ
                                                                    آيَاتُ بِرِّكِ بَيْنَ مَأْ
                                                                            ثَرَةٍ وَأُخْرَىٌ فِي اتِّصَالْ
                                                                    حَتَّى انْتَقَلْتِ وَكُلُّ ظِلٍّ
                                                                            فِي الوُجُودِ لَهُ انْتِقَالْ
                                                                    مَا حَالُ مَنْ أَيْتَمتِهِمْ
                                                                            بَعْدَ الهَنَاءَةِ وَالدَّلاَل
                                                                    كَيْفَ المَسَاكِينُ الأُولَى
                                                                            حُرِمُوا العِنَايَةَ وَالنَّوَالْ
                                                                    فَالْيَوْمَ مِنْ تِلْكَ الجُّفُو
                                                                            نِ دَمُ القُلُوبِ عَلَيْكِ سَالْ
                                                                    أَدَّيْتِ قِسْطَكِ عَاجِلاً
                                                                            يَا خَيْرَ رَبَّاتِ الحِجَالِ
                                                                    فَارْقِي إِلى عَدَنٍ وَلاَ
                                                                            وَجْهَ ربِّكِ ذَا الجَّلاَل
                                                                    طَابَ النَّعِيمُ مَثُوبَةً
                                                                            لِلصَّالِحَاتِ مِنَ الفِعَالِ