يا غَديراً جارياً بينَ الحُقُول - رشيد أيوب

يا غَديراً جارياً بينَ الحُقُول
في سكونِ الليلِ ما هذا الخرير

قُل برَبِّ الخلقِ هل أنتَ رَسول
رَنّةِ الأفلاكِ في أوجِ الأثير

أم فُؤادُ الصّبّ من بينِ الطّلول
يَبعَثُ الشوقَ أنيناً وزفير

هل تُقاسي وًَحشَةَ الليلِ البَهِيم
وبناتُ النّعشِ فيهِ مُؤنِسات

مثل صَبّ كلّما هَبّ النّسيم
هاجَهُ ذكرُ الليالي الماضِيَات

أم كمُشتاقٍ إِلى دارِ النّعِيم
بعدما قد ملّ من هذي الحَياة

أنتَ تَبكي مثل مَن يرعى العهود
أنتَ مثلي ما تلا الليلُ النهار

بدموعٍ ما لها الدّهرَ جمُود
كَدموعي خُلِقَت لِلانحِدار

إنّما أنتَ إِلى البَحرِ تَعود
وأنا هَيهاتِ عَودي للدّيار