في موقفِ الحبّ بينَ الخرّدِ الغيدِ - رشيد أيوب

في موقفِ الحبّ بينَ الخرّدِ الغيدِ
حمّلتُ قلبي غراماً فوق مجهودي

لولا قليلُ حراكٍ في تملمُلِهِ
لخِلتُهُ قطعةً من صمّ جلمودِ

ما زلتُ ألهيهِ عمّا قد ألمّ بهِ
وأنثَني فوقَهُ حتى التوى جيدي

حتى إذا ما عصاني حين ذكّرني
عندَ التّصابي شباباً غير موجودِ

جشّمتهُ الكأس يعلو وجهها لهَبٌ
فَوَلّدتهُ جديداً أيّ تَولِيدِ

وصحتُ من طرَبٍ لو كان أيسرهُ
يبقى لَعشتُ بِلا همٍّ وتَسهِيدِ

يا ساقيَ الراحِ صرفاً إن هيَ اتّقَدَت
وشَعشَعَت هاتها من غَيرِ تَبريدِ

هذي ابنَةُ الكرمِ قد شاخت فلو نَطقت
لحَدّثت عن فتىً في الكرمِ مولودِ

إن كان غيري حساها وهيَ في قَدَحٍ
حَسَوتها وهيَ في حَبّ العناقِيدِ

يا ضارب العُودِ والألحان ينقلها
عن دقّةِ القلب ردّد دقّةَ العودِ

ذكّرتَني بأناشيد شغفتُ بها
أيامَ كانَ الهوَى يُملي أناشيدي

مِن أينَ لليلِ مثلي باتَ يسهرهُ
ومَن يردِّدُ صوتَ الحبِّ ترديدي

سَلوا البَلابلَ عنّي في خمائِلها
كم قَلّدَت في الهوى نوحي وتغريدي

أنا الّذي قد طَوى بِيدَ الغرامِ ولم
يبرح إذا ذُكِرَت يهفو إِلى البِيدِ

والمرءُ يدرجُ في الدّنيَا وغايتهُ
عمرٌ يزُولُ وآثارٌ لتخليدِ