اذرفي - رشيد أيوب

اذرفي
يا عينُ دمعي فالهوى مُتلفي

واسعفي
لعلّ ناراً في الحشا تنطفي

يا غرام
يحلو لمثلي فِيكَ فرطُ السقام

لا يُلام
مَن يحفظُ العهدَ ويرعى الذمامُ

فالمقام
مقام أرواحٍ عَلَيها السّلام

فاختفِ
يا مدَعي الحبّ ولم يدنفِ

فالوفيّ
مَن يَبذلُ النفسَ ولم يكتفِ

هل يعود
عيشٌ قطَعناهُ بتلكَ الصّرُود

أو تجود
هذي اللّيالي بانتظامِ العقود

كي نرُود
في سفحِ صنّينٍ مقرّ الجدود

فانصفي
أيتُها الدّنيَا غريباً وفيّ

واعطفي
على فتًى في الحبّ مُستَهدفِ

لا براح
من غربةٍ أودَت بهِ وانتِزاح

ما استراح
مَن يرصُد الأفلاك حتى الصّباح

يا رياح
عودي إذا ما جئتِ تلك البطاح

شنّفي
سمعي ومَن حدّثتِ منهم صفي

تشتفِ
روحي بمعناكِ اللّذيذ الخفي

يا نوَى
إن كان قلبي بالغرامِ اكتوَى

والتوَى
ظهري ورثّت في المَشيب القوى

ما انطوَى
بساطُ آمالي وربِّ الهوَى

فاعرفي
لا شيء عن لبنان مستوقفي

فهو فيّ
وغيره في الأرضِ لم أصطفِ