هاتِ حدّثنا بلآياتِ الطيور - رشيد أيوب

هاتِ حدّثنا بلآياتِ الطيور
ايّهَا السّلطَان

وبما قد كان في ماضي العصور
من عظيم الشان

لكَ مُلكٌ ليس تمحوهُ الدهور
ثابتُ الأركان

عشقتك النفسُ في هذا الجلال
أيها الجَبّار

وقفةٌ منك على هذي الجبال
كلّها أشعار

مَن تُرَى أنباك أسرار النعيم
مَن تُرى أنباك

سابحاً في الجوّ حُرّاً كالنّسيم
والذّرى مأواك

مُنصتاً تسمع في الليل البهيم
رَنّةَ الأفلاك

أيها السّابحُ في بحرِ الخيَال
فِيكَ عقلي حار

نسبٌ ما بيننا بالاعتزَال
معَ بُعدِ الدار

أنت حُرٌّ شاعرٌ أنتَ أمير
في الورى محسود

فهنيئاً لك في الجوّ المَطير
والمَدى محدود

لستَ مثلي تائِهاً فوقَ الأثير
في الليالي السّود

حائراً أقضي لياليّ الطّوال
أُنشدُ الأسرار

أبتغي عند السُّهى ما لا يُنال
من يدِ الأقدارُ

ملكَ الأطيار بُلّغتَ المنى
في حمّى مأمون

فَكلانا طائرٌ لكن أنا
طائرٌ مسجون

ما لَهُ عن مذهبِ الناس غنى
قلبُهُ محزُون

قيِّدوهُ قيَّدوا منه الجَمال
قيَّدوا الأفكار

هيَ دنيا كلّها مالٌ بمال
يا أبا الأحرَار