هَمْسٌ فَـوْقَ ضِــفافِ النُّــورِ - عادل البعيني

قـُـلْ لمِــاذا يا صَديقي .
كُلَّما حاوَلْتُ أنْ أقْطِـفَ حَرْفاً،
غَــــضِبَ الـبُــــرْكانُ مِـــــنّــي ،
أعْــــدَمَ الشّــدوَ بِغُصْــني،
صادَرَ الأَلحانَ، أَنْسَـانِي
الطَّــرَبْ.
وَلِمَاذا
كُلَّـمـا جَرّبْـتُ أَنْ أَصْنَعَ مِنْ سُنْبُلـَـةٍ،
ضَـوْءاً لِدَرْبي،
أَطْـفَأَ البُرْكانُ أحْـلامي،
بِدْمْعِي،
مَزّقَ الأفْكارَ، واغْتالَ
الأَرَبْ.
وَ لِمـاذا كُلّما أحْلُمُ، أنّــي أحْـمِـلُ البـَـدْرَ
رَغِيـفاً، والفَراشـاتِ غِــطَــاءً.
حَرَقَ البُرْكانُ حُلْمي،
و أرانِيْهِ العَجَـبْ.
آهِ يا رَبُّ عَلامَ
كلّما رتـَّبْتُ أفكـارَ حُقُولـي،
أو زَرَعْـتُ الشَّـوْقَ شِـعْراً
في حَواسِي،
أشـعَلَ البُرْكانُ نارًا
هـاجَــهُ شَـَوْقي،
وأعْماهُ الشَّغَــبْ.
آهِ يا ربُّ
لماذا كلّـمَـا فكّــرْتُ ، أنْ
أَغْـزِلَ من أَضْواءِ شَـمْسِي
نَجْمَــةً برَّاقةً، ظِلاً لقَلْبِي.
سَلَبَ البُرْكانُ مِنِّي
فكرةً رَفّتْ بِصَدري.
وانـْـتَضَـى سَــيْفَ
العَتَبْ.
آهِ يا ربُّ عَلامَ،
يـَـغْضَبُ البُرْكان منّــي ؟؟
أ أنــا مَنْ أَطْفــأَ الـنُّورَ على
ظـلِّ الأَمَــانِـي ؛
كَيْمَا تـَأْتيـنِي قُبَيْلَ الفَجْرِ غربانٌ،
بأَنـْيابِ الغَضَـبْ.
أ أنــا مَـنْ سَــلَّـمَ الغيلانَ أَزْهَارَ البساتينِ،
عَلى أَطْــرافِ حَقْلي؛ حتّـى أُرْمَى
مِثْلَما تُرْمَى العُقَبْ.
آهِ يـا ربُّ
لمـاذا يـَسْخَطُ البركانُ منّا، إنْ حَلُمْنــا،
أو توشْوَشْنا، هَمَسْنا في ضِفــافِ النُّوْرِ عَفْـوًا،
أو تبادَلــنا الـنُّخُبْ.
آهِ يا ربُّ
لماذا كلّما جُلْتُ بـِفِكْــري،
باحِثـاً عنّـي بأَوْراقِ الكُتُبْ.
طالـَعَـتْـني صَفْـحَــةٌ
مَـلأ ى غَضَــبْ.
صَفْحَــةٌ سـَـوداءُ تــنْعي
صخْرةً تُدْعَى
الــ...!!؟؟
***
26/2/2002