يَالائِمِي في الُحبِّ - عادل البعيني

أَ مَليحتي مَهْلاً فإنّي مُغْرمُ
فَتَرفّقي حَسناءُ يَكفي علقمُ

رِفْقاً بقَلْبٍ رافَقَتْهُ صَبابةٌ
حتّى ذَوَى وسلاهُ شَوقٌ مُسْقِمُ

يا لائِمِي بالحبِّ هَلاّ ذُقْتهُ
فرَأَيْتَ أنَّ الحبَّ لُغزٌ مُعْجِمُ

مالتْ عليَّ بغنجِها ودلالها
لولا العتاب ُ لَقُلْتُ أنّي أَحْلمُ

فالخدُّ نورٌ قدْ أطلَّ مُغَرّداً
والشَّعْرُ ليلٌ مُدْلهِمٌّ أَدْهَمُ

والفرْعُ زانٌ كالنّخيل مضَمَّرٌ
والجيدُ مَرجٌ من عَبيرٍ يحلمُُ

وحْشِيَّةُ العينينِ سمراءُ اللَمى
في ثَغْرِها الدُّرُّ الثَّمينُ المُحْكَمُ

حورٌ بعينَيْهَا تبدّى آسرًا
يضْري الفؤادَ وجَلَّ مَنْ لا يُضْرَمُ

والريقُ في الثغرِ الشفيفِِ مُعَسَّلٌ
شَهدٌ شهيٌّ مِنْ شذًا لا أَزْعُمُ

فجْرٌ بدا في صَدْرِها أمْ يا تُرَى؟
ورْدٌ تألّقَ يانِعاً أمْ مَبسمُ

إذْ تِسْتبيك بشامخَينِ تكَوّرا
زَوْجٍ مِنَ الحَجَلِ الأنيسِ يُبرقِمُ

يَتَواثبانِ بخِفَّةٍ ورشاقةٍ
فَلَعلَّ أزرارَ القُيُودِ تُحَطّمُ

ريمٌ لها بَينَ الضُّلوعِ حُشاشَةٌ
بِسنَا رؤاها نَبْضُ قلبِيَ ينعمُ

وَهْمٌ عَراني إذْ سمِعْتُ حديثَها
ولشَدَّ ما أوْهِمْتُ أَنِّي مُوْهَمُ

حبٌّ غزاني صُرتُ منْهُ مُجَرَّحا
و ِمنَ الهوَى ما قَدْ يُعِلُّ و يُؤْلِمُ

ناشَدْتُ ربّي يَصْطَفِيني عاشِقاً
فالعِشْقُ أنْفاسي بهِ أَتَنَسَّمُ

***

قبيع/ لبنان / 1993