حُلُـمٌ عَلَى الضِّــفَّةِ الأُخْـــرَى - عادل البعيني

هلْ تسْتُرُ الألـوانُ زِيْفَ براءَةٍ،
بُـنِـيَـتْ على وَهْمِ الحَــقيقةِ
والضَّـلالْ.
أَضْغاثُ أَحْــلامٍ هَــوَتْ
مُدنـا،ً و بُلْدانــاً، و أرْكاناً
مـن الحُلُــمِ
الْمُحُالْ.
قِــيـَـمٌ، تَعاوَرَهــا الرِّيــاءُ على الـمَدَى،
صــــــارَتْ سرابـــــــاً لاهِــــــثاً
خلْفَ الصَّدَى، سَحَقَتْ
جِـــبالْ.
سَقَطَ الــقِنـاعُ، فَــلا بَراقِــعَ أوْ مَرَايــا،
يـَخْـتَفي فِي عَتْمِهِا عَرْشُ
الـجَمَـالْ.
أرجوحــةُ الحُلُــمِ الكَبـيرِ، تَحَطَّمَـتْ،
وَتـَقاطَعَتْ مَــعَ صَــرْخَةِ الأيامِ،
في لُــغَـــــــةِ
الخَيالْ.
عبثــيّــةٌ هَـذِي الْحَياةْ.
مغتالـةٌ كَغَر يـبـةٍ، أَضْــناها
شـَـوْقٌ للصَّهــيلْ.
وَأَنـا وَرَاءَها لاهِـثٌ، أَحْيا عليْها،
خارِجٌ مِـنْ أَيـنِـها مُسْتَسْلِمٌ
بِأَوانِــها.
عَبَثيّـــةٌ هَــذي الحيــاةْ.
عَبثيــّــةٌ عَبَثَ السُّــؤال.ْ
مرآةُ هذا العَصْـرِ،
لا تـَتَقاطَعُ الأحياءُ في أبْعادِها،
أوْ تَـعْكِــسُ الوجْهَ الـمُدَمّـى،
في عـَذاباتِ
الْـهِِــلالْ.
وتكادُ أَحْلامُ السَّماءِ،
تذوبُ في رَمَـدِ الحياةِ
على اكْتِئابْ.
هَذي الرُّؤَى، وجـعٌ تـَـعَمّــدَ بالرّيـاءْ.
تَرَكَـتْ على قَسـَـماتِ ضـــوْئِي،
مَسْـرَحـاً للوَهْــمِ
في زَمَـنِ
الزّوَالْ.
هيَ صـورةُ الوحـــــْشِ المُؤلَّهِ،
ضدَّ تَـغْريدِ البلابلِ،
والطُّفولةِ،
والخَيَالْ
قالـوا: هُنـا ربَّــاه
عَوْلَـمَـةُ الوُجُودِ، ومُوْجِدُ المَوْجُودِ،
في عقْــلِ
الكَمَالْ.
جََسَدِي تَـمَدّدَ هادِئاً
بعدَ اخْتِرَاقاتِ
المَدَى
مِنْ بعدِ أنْ خَسِرَ
الـجَمَـالْ.
والرُّوحُ أتـعـبَها الضَّيـاعُ،
على دُروبِ
التائِهينْ.
لــكنّنـا ســنظلُّ في فَلَكِ الـعُـلومِ،
نفتِّقُ الأَشْياءَ،
نبحَثُ عَنْ حَقِيقَتِنا،
التي تاهَتْ عَلَى قَهْرِ
السِّـنيـنْ.
لـنْ يُغْرِقَ التيّـارُ، لا
لنْ يُغْرِقَ الأَمَلَ
السَّجِينْ.
***
لبنان ـ عاليه - شباط - 2002