العين تحكي - عادل البعيني

كمْ أقلقَ السُّهدُ عند الوجدِ أَجْفانا
وشتَّتَ البينُ ألباباً وأَذْهَانا

إنَّ الحياةَ إذا ما جِئْتَها طَرِباً
رَشَفْتَ مِنْها رَحيقَ الحبِّ ألوانا

فَلا أنينَ لئنْ جاءَتكَ ضاحِكَةً
سِحْرُ الحياةِ بأَنْ تَلْقاها نَشْوانا

أيا نعيْمَةُ قَد أمّينا تَكْرِمةً
لِمن تَسامى فَأعطانا وأغْنانا

تلكَ الوفودُ إلى ذِكْراكَ زَاحِفَةٌ
جاءَتْ تُحيِّي زَرَافاتٍ و وِحْدانا

زوُّارُ كَرْمِكَ تأْتي اليَومَ حامِلَةً
جَنْيَ العناقيدِ مِنْ زادٍ لهُم كانا

زادُ المَعادِ و غِربْالٌ بهِ دُرَرٌ
فاقَتْ جَمالاً بَديعَ الشّعرِ أَحْيانا

شدَّ السِّتارَةَ قد شاقتْنا طلَّتهُ
والجَمْعُ باتَ إلى رؤْياهُ ظمْآنا

فاشْمَخْ برأسِكَ يا صِنّينُ مُبْتَهِجاً
هذا نعَيمةُ• قَدْ ساواكَ بُنْيانا

نُصْبٌ تعَمْلقَ للعلياءِ مُمْتَطِياً
ضَهْرَ المَجَرَّة والجَوْزاءِ أرْكانا

جُلْمودُ صخرٍ تجلَّى في قَداسَتِهِ
وجْهُ البَراءةِ قدْ زادَتهُ تحْنانا

تباركَ الله في إبْداعِ ناحِتِه•
إذْ أنطقَ الصَّخرَ صِلْصالاً وصُوُّانا

نسْتَلْهِمُ الشّعرَ من دُنياكَ عاطرةً
فالوَحْيُ أنتَ غَداةَ الوَحْيُ قد خَانا

ما شَيّدَ المَجْدُ صَرْحاً أنتَ رائِدُهُ
إلاّ ونحْنُ نراكَ فيهِ رُبَّانا

أنتَ المنارةُ لإنسانيةٍ جُرِحتْ
العَينُ تَحكي علامَ كُنْتَ إنسانا

***

عاليه/ لبنان / 1999

• إشارة إلى تمثال نعيمة الذي نحت في قلب صخر جبل صنين بجانب بلدته بسكنتا.

• إشارة للنحات الذي نحت التمثال وهو الفنان عسّاف عسّاف.من قضاء عاليه.