أنا في العشق مسافرةٌ - عادل البعيني

من وحي مقابلة صُحُفية مع والدة المناضلة "سها بشارة " على أثر إطلاق سراحها من الأسر الصهيوني
*
قَــدْ جَـاءَ صَبَاحـًا يَسْأَلُنِـي.
وَ سُها تـَرتـاحُ
بأَحْضَانِي.
كيفَ استقبلْتِهِ يا أُمّ ُ،
خَبَـراً قَـدْ شَاعَ
بِـلُبْنانِ ؟
إطْلاقُ سَراحِ مُـناضِلةٍ،
من سِجْنٍ ضَحْلِ
الغُفْرانِ.
من سجنٍ كَلَّلَ هامَتَها
باتتْ والمجْدَ
كَصِنوانِ.
قالَتْ بذهولِ يأسُـرُها
ويجرِّحُ صَـبْرَ
الأزْمَانِ :
لا أَعْرِفُ رُبّمَا لا أَدْرِي
خبرٌ قَدْ وَهَّجَ
إيْـمَانِي.
قَدْ جاءَنِي أرْقُدُ ساهِمَةً،
وَ أَتَاني دُوْنَ
اسْتِئْذَانِ.
فاللونُ بِـوجهِيَ غادَرَني
والفرحَةُ كادَتْ
تنْسَانِي.
وَدُموعي طَلّتْ ضَاحِكةً،
كَيْ تغسِلَ حُزْنَ
الأكْـوَانِ.
وفؤاديَ مَاجَ بِهِ خَفَـقٌ،
خفـقٌ أَعْياهُ
وَأَعْياني.
حَطَّتْ و الدَّهْشَـةُ تَغْمُرُني،
فَتَشُـلُّ الفَرْحَةُ
أرْكانـي.
وإليها أرنُو تائِـهَـةً،
كزُهَيْرةِ حَقْلٍ
وسْنانِ.
حَتَّى أَلْقَاها فأزْرَعُها،
في صَدْريَ غارَ
التِّيجانِ.
يا دمعَ الفرْحَةِ أغْرِقْــنِي
و ازرَعَنِي وَرْدَ
التَّحنانِ.
فَـ "سُها " قد عادَتْ فَائِزةً
بــبِشَارةِ عِطْـرٍ
ريَّانِ.
وسُها قَدْ عَادَتْ حَامِلَـةً،
بالعزّةِ مَجْدَ
الإِنـْسانِ.
لِتُتابعَ دَرْبَ مَسيْرَتِها،
وَتُدَاوِي جُرْحاً
أَدْمَانِي.
عادَتْ حامِلةً مِشْعَلَها،
لتضيءَ ظَـلامَ
الألـْوانِ.
لتَقُولَ : جَنوبٌ ها عُدْتُ،
لن يُطفِئَ سِجْنٌ
وُجْداني.
فأنا فـي العِشـْقِ مسافِـرَةٌ،
لأعانقُ تـُرْبةَ
أوْطاني.
***
عاليه /8 /أيلول 1998