نـِزارُ..فَقِيدُ الشِّعُرِ - عادل البعيني

يا ليالي العِشْقِ، التي صَدَحَتْ
فيكِ آلافُ
الْحَكَايا.
يا لـَيالِي العِشْقِ، التي رَقَصَتْ
عَلَى أَنْغَامِك آلافُ
الصَّبايا.
يا ليالي العِشْقِ. التي
حُطِّمَتْ فيكِ
الـمَرَايا.
يا ليالِي العِشْقِ الـمُدمَّى،
بألوانِ الخطايا.
فجرُ الـهَوى وَلّى
بأَجْنِحَةِ الرَّزايا.
يا ليالي العِشْقِ، آهٍ مُدّي الليلَ أقْــنِــعَةً،
غَطِّي الشّمسَ و القَمَرَ
الحَـزيْنْ.
النُّورُ يَـعْلوهُ السَّـوادْ.
والأُفْقُ ضَبابْ.
فانــْشُري ثَوْبَ
الحدادْ.
فـَجْـرُ الـهَـــوى ولّى،
وما عادَ للشِّعْرِ
قَمَـر ْ.
والـنُّورُ قَـدْ باتَ
حَجَـر ْ.
يا ليالي العِشْقِ كَــمْ
كنْتِ الأَمَلْ
بــعْدَ اليومِ لا لـَــنْ تَــشُعِّي،
وَلَـوْ أَضَاءَتْ حَنَايـاكِ
الدُّموعْ.
لا لــنْ تَـشـعّي، وإِنْ غَسَلَتْ
خطاياكِ الشُّمُوعْ.
لا لنْ تَسْمَـعـي شَـدْوًا مُضيءْ.
بَــعْدَ اليوْمِ تُرَى هلْ يَبْقَى
لــلشعْرِ لَـوْنُ العشْقِ
أو طعْمُ الجراحْ.
مَنْ قَالَ قدْ مَاتَ
نِزارْ ؟
انّـَّــهُ الـحَيُّ الــذي خُلِّـدَ الشِّعرُ
بِشِعْرِهْ.
انَّـهُ الوَرْدُ الذي أنعشَ الكونَ
بِــعِطْرِهْ.
انَّـهُ الـحُبُّ خالدٌ مثلَ أصْدافِ
البِحَارْ.
انَّهُ الشَّوقُ الْمُهاجِرُ ،
كالطُّيـورْ.
انَّهُ الألْـوانُ تَــلْـقاهُ على سِرِّ الفرحْ.
تلقـاهُ في الحُـبِّ، وفِي نـُوْرِ
الـحَقـيقَةْ.
في الدَّواوينِ العَــتيقةْ.
عندَ أَعْتابِ الفُصُولْ.
تذوبُ مَعَ الشَّهْدِ
القَصِيْـدَةْ.
يداعبُ الشَّمْسَ فَيَجْنِي
كلَّ قافيَــةٍ فَرِيدةْ.
لا تقلْ قَــدْ ماتَ
إنه الإعْصَارُ والصَّوتُ المُـدَوِّي
فـــوقَ عُبــَّادِ العُرُوشْ.
وتقولونَ : قَـدْ مَاتَ نِـزارْ !!
فيَعصُرُنـي الـحَــنيـنُ
إلى طُفُولةِ نَهْـدٍ و مَنْــشورٍ فِدائيٍّ على
جِدرانِ فلسطينَ الجريحَــةْ.
يا شَــمْـعَــةِ الشَّفقِ المُضــاءِ
على حِسِّ المكانْ.
ألقاكَ يا هَمْسَةَ الشَّوقِ الحزينْ.
ألقاكَ دائرةَ الزَّمانْ.
***
عاليه - 26 حزيران 1998