شرُّ الناسِ شريفُ - عادل البعيني

يُخاصِرني كمَقْفوصٍ عُزوفُ
ويَلقانِي أسيْرَ النّوحِ خوفُ

أراني حائِرا، غَضًّا إهابي
رهيفَ الحسّ مَلهوفًا أطُوفُ

أطُوِّفُ باحثًا عَنّي بِشوقٍ
ولا شَوقٌ يُلاقِيني لطيفُ

جِراحٌ آهِ تَتلوها جراحٌ
وسفّاحٌ يُقابِِِلُهُ جَليفُ

شهيدٌ أصنَعُ الأحلامَ طَوفًا
فَلا حُلُمٌ يُباكرُني رهيفُ

مُعَاناةٌ سَقَتْني الْمُرّ صَبرا
أرانِي تائِهَ الّلبِّ مَخوفُ

فناسٌ قَدْ تَملّكها فسادٌ
وأذكى نارَ فِتْنتِها رغيفُ

وناسٌ في حَضيضِ الفِسقِ قالُوا•
فلا عَهدٌ لَديْهم أو حليفُ

فَكَمْ مِنْ حاسدٍ يَسْعى بِشرٍّ
وساعِي الشّرِّ لا يُثنيه حَيفُ

وكمْ مِن والغٍ في الظلم عُجبًا
كذئْب الغابِ أعْجَبَهُ خروفُ

حَياةٌ حَدُّها وهمٌ وهَمٌّ
وبَيْنَ الْحَدِّ والْحَدِّ سيوفُ

هي الأيّام تَفعلُ كلَّ إثمٍ
وشرُّ الناسِ في زمني شريفُ

لُهاثٌ خَلف أوهامٍ تَنوحُ
ونَوحٌ بَيْنَ أشْباحٍ تطوفُ

___________

• قالوا: من ( قال يقيل قيلا وقيلولة أي نام واستراح.

*

السويداء / 16/1/2007