عَــوْدَةُ الملكِ الضَّلِيْلِ - عادل البعيني

قـَــتَـــلُــوا أَبــي.
وَأَنـَا الصَّغيرُ الــعابثُ الـمَجْنونُ.
يحَمْـِلُني الصَّـدَى، يـَرْمي رُفــاتي،
يَكْسِرُ الـزَّمَنَ الحزيـنَ
على شَـواهِدَ في
عَسِيبْ.
قَتَلـُـوا أَبـِـي.
وأَنـَا الذي أَسْلَمْتُنِي لــِظـِلالِ أَمْسِــي.
أَبـْـَتنـي مِنْ عَتْمِــها عَرْشــاً
غَرِيــبْ.
آهٍ أبــــــي
ضيَّعْتـَنـي. و أَنـا الصَّــغيرْ.
حمَّلْتَنــي حِـمْــــلاً كَبــــيرْ.
مَهْـــلا رَبــيــعَةُ، لا تجـُـزَّ قَــصِيدَتي،
دَعْني وَ كَأْسي باحِثـاً عَنْ غُرْبـَتـي.
في بيتِ شعرٍ، في شِفاهٍ
مَضَّهـا الشّوقُ
الخَصِيْبْ.
آهٍ أبـــــي
ضيَّعْتَنــي ، وَ أَنــا الصَّغيـرْ.
وَوَجَدْتـَنِي في كأْسِ خَمْــر،ٍ
في خِبَــاءِ صبيّـــّـةٍ. من دُونِ
أَمْــرٍ دُونِ رَسْــمٍ
أو حَسِــيْبْ .
قَــتَــلُـوا أَبِــي.
قتــلُـوا الـحَبيبَ.
"يا صاحِبيَّ تجلَّدَا لا تـَبْكِيا"
اليومَ خَمْـرٌ فَامْلِــئا كأْسِي
الشَّجيَّ مَوَاجِعــاً.
وَغداً لَنـَاظِرهِ
قــَريـْبْ.
حَرَقُوا دَمِـي،
بيّــارَتي ، زَيـْــتـُونــَتي،
وأنــا الضَّـليلُ على مَداخِلِ بـَـلْدَتي،
تـَـتَحَجّــرُ الكَلِمــاتُ، يَحْضُنُهــا
الصَّليْــبْ.
سـَرقُوا أبي و قَصِيدَتي.
سـَـــلـَبُوا نُضَــــارَ عبــَاءَتي.
داسُوا على أوْراقِ عُمْري،
مرَّغوا خَـــدَّيَّ في
جَمْـرِ الغُـروبْ.
مـَـهْــلا أبـي
اِمْنَحْنـي وَقـْــتاً كيْ
أعودْ.
صَدِئَتْ جَـمِـيعُ مَــرايا ضَــوْئِيَ
أصْبحَتْ طـَـلـَـلاً، يُــلَمْلِمُــنِي،
يشــيرُ مـِـنَ البَـعـيدِ إلى
القَريـبْ.
آهٍ أبــي
اليومَ لا لَهْـــوٌ ولا خَمْــرٌ ولا طِيْبٌ
لِخِدْرٍ أو حَـبــيبْ.
آهٍ أبــي
بَــيـَّـارَتي
ســتعودُ ناضِرَةَ الــجُذُورْ.
زَيـْتُــونــَتــي ســتضــيءُ تــاريــخَ
الحُضُـــورْ.
وَعَباءَتي
سألـُمُّ نُضْرَتـَها، أُكَـوْكِبُ حَوْلَــها
وأُبـَـلْسِـمُ الزَّمَـنَ
الـجَـريحْ.
أَتَجَاوَزُ الوَجَعَ المسلْسَلَ
أَعْـــتَلِي أَلـَمِي
أشُــقُّ معابِـري لأُعانِقَ
الوعْدَ الطَّمُــوحْ
***
كانون الثاني / 2002 /