غادَرَت حَقْلِي الفُصُولُ - عادل البعيني

ألـَمِــي فضــاءٌ شـَـهْقَــةٌ جـُـوعٌ رَجَــاءْ
يـَـتَجاوَزُ الأوْقاتَ يَجْتاحُ الصَّدى
ويعانِدُ الخَدَرَ المقِيمَ
على جراحاتِ
الرَّحِيلْ.
أَلَمِـي حُضُـوري في الْــمدَى
هُـوَ ضَوْئِيَ الـمَنْــشُورُ في غَـبَشِ الهَـوَى
هُوَ صَرْخَةٌ صارَتْ
فضاءْ
رُسِمَتْ بِرفْقٍ فوقَ عطرِ الذكريات
كَفَراشـَـةٍ عَشِــقَتْ
سِراجَ الأمْنِياتْ
يـَغْـتالـُـنـي شـَـوْقِي يُجَرّدُني أَنــايَ
يُـبَـلْسـِمُ الجُرْحَ الـعَـمِــيقْ
في صَحْوَةِ الــعُمْـرِ
المُضيءْ
دَعْنـي لحلْـمي أرْتـَــجِي فــيه الــحياةْ
لا شيءَ يـُمْكِنُ أَنْ أَكُونَ
سِوَى أَنــَــا
ولأنَّني لـَسْــتُ الـ " هُـوَ "
دَعْني لحُلْمِيَ
أَسْـتر يـحُ لَــعَــلَّنــي في زَحْمَــةِ الأحْلامِ
ألْـــقــاني عَلى دَرْبِ
الـْـوُجُودْ
مَنْ قَــالَ قَـــدْ ضاقَتْ مَسَاحاتي
وغادَرَتِ الفُصُولُ بيَادري
فأنـا هُنـــا وعلى امْتِدادِ
النُّورِ أَحْلـُمُ بالورودِ
وبالنَّــدَى
و لِضِحْكَة ِ الأطْفالِ أرْنُو
راعِفَ الوجدانِ
ريّانَ الْـهَوى
حُلُمِــي ارْتِقَائي وانْتِمَائي
في المكانِ وفي الزَّمــانِ
هو ذا يُســاكِنُنِي كَمَـا
ريــحٌ تملَّكَها الْمَدَى
اليــومَ أَدْرِي مَنْ أَكـُـونْ
ما كُــنْتُ أَعْرِفُ أنَّ
لِلأنسامِ جوعاً لــلصُّراخِ
وَ لـِشَهْقَةِ الأوْهَــامِ إِيــْقاعَ
القُبَلْ.
ما كُنْتُ أعرِفُ أنّ للأَمْطَــارِ
وَجْـهَ الأَنـْبِــياءْ.
وبأنّ للألوانِ فصـلاً أو مُنــاخْ
وبأنّ للأوْقاتِ شَاماتٍ
وَلِلْمَعْنَى حـَواسْ.
الآنَ أَعْــرِفُ
أَنَّ عمـريَ حَقْلُ حُبٍّ مُخصِبٌ
و الشّــيبَ ضـوءٌ أســرَجَــتْهُ
شـُـموعُ قَهْرِ الصابِرِينْ
غَزَلَت عباءَتـَـهُ الْمَرايا مِنْ سِنــيـنْ.
وأنا هنا...
و على امتدادِ الـذّكْـرياتِ
أَحُـوْكُ من قَمْحِ السنيــنَ
مَواسِـمي.
وأُعيدُ ترتيبَ الُجروحْ.
****
عاليه - لبنان 15/5/ 2001