في عيد الاستقلال - عادل البعيني

ها عيدُ لبنانَ هلَّ زيِّنُوا الدّربا
قدْ جاء يكسو ذُرَى أمجادِه حَسَبا

هذي البَيارقُ قَدْ رفَّت لبَهْجَتِهِ
وهَلَّلَ الكونُ تكْبيْرًا بِمَا كَسِبَا

طُوْبَى لِلُبْنانَ إِذْ أضْحَتْ شَمائِلُهُ
لِلْمَجْدِ ضَوْءًا وللأحْلامِ مُنْتَخَبا

طابَ الْمَقامُ لأديانٍ ذوي مِلَلٍ
دُنْيَا الخليقَةِ قَدْ تاهَتْ بِها عُجُبَا

لُبْنانُ هلَّ وفي عَلْيائِهِ غُرَرٌ
أضْواءُ مَجْدِهِ قَدْ باتتْ بهِ ذهَبَا

أعياهُ ما عاني في أدهى مَواضِيَهُ
وهَدَّهُ أسفٌ منْ ذا الذي حَزبَ

أيّام شُؤْمٍ غَدَت في القَلْبِ دامِيةً
منْ صُنعِ أعداءٍ شاءَت لهُ الكرَبَا

حَاكتْ شَراذِمُها للحُبِّ مجْزرةً
للعاشِقِين ذُرَى لُبْنانَ مَا عَذُبا

فَمَا حَنيْتَ ولا هانت لك هِممٌ
نِعمَ الشباب تُعيدُ اليَومَ ما غَرُبا

أذكيتَ نارًا على الأعداء ضاريةً
ربَّ مُقاومَةٍ لها العدوان قد حَسِبا

فاشْمَخْ بِرأسكَ يا لبنانُ لا وهَنٌ
بنُوكَ وعْدُكَ ها قدْ عانَقُوا الشُّهُبا

ألفيْتُ عزَّكَ مجْدًا رحْتُ أكتبه
شِعْرًا شفيفًا أراهُ اليومَ مُنْسَكِبا

يَجْلوهُ دَمْعُكَ يا صنينُ مُذْ سطعتْ
شَمسُ الفِدَاءِ فِي ثَغرِ الدُّنا حَبَبَا

***

22 /تشرين الثاني/ 2004