حَنِيْنٌ الى لِقَاءٍ - عادل البعيني

نأَيْتُ بِنَفْسي عَنْ بِلادِيَ راضِياً
وَقَدْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ أُلاقي مُرادِيا

سعيْتُ لرزقٍ في بلادٍ كريمةٍ
وإن كانَ سَعْياً يا خَليليَ غَاليا

فَكانَ طريقي مِنْ هَراسٍ يَنُوشُني
فَأَصْبِرُ مِنْ بَيْنٍ وأرْضَى بِما لِيا

فَقُلْتُ وقدْ هاج الفُؤاد لغربةٍ
نَدِمْتُ عَلى هجرٍ أسلّ رجائيا

تعاورَ قَلبي مِنْ بُعاديَ حِرقَةٌ
فحِرْتُ بِأمْري كَيْفَ أَسْلُو ما لِيا

وَهَلْ يَسْلُو صَبٌ طِيبَ عَيْشٍ أظلَّهُ
ولو كانَ في جَنَّاتِ عَدْنٍ مَقامِيا

هناكَ تواريخٌ حُروفٌ مُضِيئةٌ
هُناكَ دِيارٌ أَلْقى فيها سُعاديا

فأبٌ وأمٌّ حانِيانِ و زَوْجَةٌ
وأبْناءُ بِرٍ يَعْشَقونَ المَعاليا

فيا وطنًا أُسْقيْتُ فيكَ محَبةً
لقدْ كانَ عذْري أَنْ أُوافِيك وافِيا

فَلا تتْرَكَنِّي للهُمومِ تَنُوشُني
فَما لِعُقوقٍ قَدْ قطَعْتُ الفيافيا

لئِنْ يَدْعُني داعٍ أُلبِّ نِداءَهُ
فحَقُّ بِلادي أن أَهُبَّ مُلبِّيا

فما الهجرُ محمودًا بغيرِ ذريعَةٍ
ولا السلوُ مَمدوحًا وإنْ كنْتَ نائيا

وللبِرِّ مقياسٌ يُقاسُ بِهِ الفَتى
ففي الخَطْبِ يأتيكَ الذي كانَ خافِيا