يا واهب العلم - عادل البعيني

قَدْ أوْدَعَ الموتُ في العينينِ أحزانا
فالدمعُ جارٍ على الوجْناتِ حَيرانا

أ زُلزلَ الكونُ أمْ مادَتْ رواسِيَهُ
حلَّ الْمُصاب فَمَا أصاب إلاّنا

كَبا رياضٌ ولَمْ تكْبُ شمائلُه
ماتَ الفقيدُ شريفًا مثلما كانا

مات الرياض و ثوب عرسه قَشِبٌ
ولّى الشباب فبات الكون حسرانا

مهلا رياضٌ لقدْ بكَّرْتَ مرتحِلا
ما زلْتَ غضاً رقيقَ القلبِ جذلانا

هذي عروسك تبدو اليوم في كمدٍ
والدمعة الحرَّى في العينين نيرانا

عينٌ تصدِّق و الأخرى تكذِّبها
مما تراهُ فتخشى عنهُ إعلانا

حتَّى بَدت والوهمُ في تتابُعِهِ
مسلوبةَ الروحِ ألبابًا وأذهانا

يا واهبَ العلمِ هذا الدرسُ قد سقطَتْ
فيه الدموع من الأزهارِ غدرانا

ما عدْتَ تجلو بثغر الحبِّ مبتسمًا
إذ ما طواك الردى و الدهرُ قد خانا

فالنّاس في هلعٍ والكون في جزعٍ
والخلقُ في كَمَدٍ شيبا و شبّانا

رُمْتُ الرّثاءَ فَلَمْ تُسْعِفْ قَوافِيَهُ
عيَّ البيانُ عن الإفصاحِ تِبيانا

فالصمتُ أبلغُ مِنْ قولٍ ومِن كَلِمٍ
رياضُ أسمَى من الأشعارِ أوزانا

*

قبيع لبنان 7/ آذار / 1993/ رثاء لأحد المدر سين الذي وافته المنية وهو يقوم بواجبه التعليمي.