وغدا الصمت ملكاً - عادل البعيني

يا عينيكِ..
يا لوحةَ شِعرٍ سحريّةْ
يا بوحَ عبيرٍ يغمرني
برقيقِ الشفةِ الوردية
مَنْ قالَ بأنِّي في حلمٍ
و حياتي حلمٌ يحياكِ
أغزِلُها شعرًا وقصيدا
و أعيشُ فِداكِ
يا عينيكِ مَنْ قالَ بأنّي لمْ أَغْرَقْ
في دَمْعِ رضاكِ
وأسافرْ مجروح الآه
كي ألقاكِ
قدْ أَسْكَرَني فِيْكَ الخَمْرُ
خَمرٌ مَغْسولٌ بشِفاكِ
يا عينيكِ
يا قبلةَ ليْلٍ وَحْشِيَّة
طُبِعَتْ في العينِ السِّحْريَّهْ
حُزَماً أَلواناً وَدَوائِرْ
يا شَفَتَيْكِ
أشقيقةُ نعمانٍ نَفَرَتْ؟
أم تلكَ شفاهٌ غَجَريَّهْ؟
أ أصيلُ غُروبٍ يتجمَّر ْ؟
أم أنَّها نارٌ أبديّة
هل أقطفُ من فيكِ ورْداً؟
أم أنَّ رياضَك ممنوعٌ
ممنوعٌ حتَّى أن يُهدى
يا فاتنتِي
مَنْ رتَّب أَسْنانَكِ دُرَّاً؟
مَنْ ضَمَّخَ أنفاسَكِ عِطراً؟
مَنْ قَطَّرَ خدِّيكِ نَدًّا؟
مَنْ صيَّرني فيكِ صِباً؟
أبعدي عَيْنيكِ عن عيني
تاهَتْْ لُغَتي
ضاعَتْ في حُسنِكِ كَلِماتي
شُلَّ الحرفُ
وظلَّ الآهُ في نَهْداتي
ماتَ الحرْفُ ..سادَ الصَّمتُ..
صمتٌ يتراقصُ في صَدْري
تتهادَى فيهِ نَغَماتي
لا كلماتٌ
أغفتْ حالمَةً عَيْناكِ
و غدا الصَّمْتُ مَلَكا
***
لبنان قبيع نيسان /1993