عِنْدَمَا خَرَجْتُ مِنْ جُرْحِيْ - عادل البعيني

أيُدْهِشـُـنِي، لَــئِنْ حَطَّــتْ عَصَافيرُ
الْهَوَى جَذْلَى، على أغْصَـانِ
قَلْبٍ حائِرٍ، وَقْتَ
الأصيلْ.
أيُــدْهِشُني، لَــئِنْ رَفْرَفْــــتُ فَــوْقَ
مَساحةٍ، غــلَّفْــتُهــا صَــبْري،
بضوءٍ مَخْمَلِيٍّ دافئٍ
عندَ الهُطُولْ
أَيُدْْهِشُنِي نهوضٌ، للأماني بعدَما
أشْرَقْتُ في روحٍ تـَسامَتْ
فـــوْقَ قَهـــــْرِ العاشِقينْ.
أَ يُـدْهشُني اشتِياقٌ، أنْ أحُوكَ سَنابِلي،
و أُضَفِّـرَ البَسَـمـاتِ نورًا،
تَــحْملُ الأشواقَ لــلحُلْمِ
الدفِيءِ على امْتِدادِ
الظَّامِئيــنْ.
أَيُدْهِشُني، لَــئِنْ خَبّــأْتُ في ظُلُمــاتِ
قلبي شَمْعَةً، أَسْرجْتُ مِنْها
عَتْمَتـي، وأنا الـحَزينْ.
أيُدْهِشُني، أنا الـمَخْمورُ حبّــاً في شُعاعٍ،
أَوْمَضَتْ أحلامـُهُ في رَوْضَةِ
الـحُبِّ الُمضِيءْ.
لَقدْ ساكَنْتُ في قَــلْبي جُرُوحاً مِـنْ نَدَى
روحي ، تـَـنامَتْ فوْقَ أَحْلامي،
علــى أَمَـلٍ جَريءْ .
وقدْ حَددْتُ مُنْطَــلَقي، ومــا عادَتْ تُحَــيّـرُني
دُرُوبٌ كــنْتُ أَخْشَــاها،
تُعَاندُني أُعَانِدُها
فَتَسْرِقُ فَرْحَةً حَطّت تُؤَاسِينِي.
ســأَجْعلُ مِــنْ شَذَى جُرْحِي كُرومــاً،
دَرْبَ إيـْمــانٍ، أبرعِمُـها،
و أَغْزِلُها، على نـَولٍ بَــريءْ.
أنا .. ماعُدْتُ أحْمِلها عَذابـــاتي،
سَــــأَخْــــرُجُ مِـنْ خَـــيـَـاراتي،
وإِنْ أرْسُــو عَلــى شـَـطٍّ،
فشَطّـي ماءُ أوْرِدَتـي،
حُضُوري في مَـدَى
أَلَقِي الـمُضيءْ.
حَياتي عُــدْتُ أرعاها بِأَحلامي
وَأَرْسُـمُها، بِدَمْعٍ مِنْ شَذَى وَرْدٍ
هُنـا ألقيْتُ مرساتي،
خُرَوجــاً منْ جِراحاتي.
***
( مهداة إلى ولدي الحبيب عصام بعد أن حدد خياره )
27/ 5 / 2002