مَهْلاً وَرَجَـاءً سَيِّدَتِي - عادل البعيني

مهلاً وَرَجاءً سيِّدتي،
ما عُدتُ لأحْـمِلَ
أغْلالي.
رِفْقاً فَفُؤادي سَيِّدتي،
لا يقوى ردَّ
الأنْصالِ.
صادَرْتِ جَمِيعَ مَواعيدي،
أفشيتِ ســرائرَ
أَفْكاري،
و بعُمقِ الليْلِ دَفَنْتِ،
ضِيَـاءً يرسُمُنِي بِرَحِيقٍ
شَعْشَعَ أَوْتَــارِي
أَضْرَمْتِ النَّارَ، فلمْ تُطْفأْ،
و صَبَــبْتِ الزيْتَ على
النَّارِ.
وَعَلَى أضواءِ مِحارِقِها
شاهَدْتُ الومضَ بِخَدَّيكِ،
يتَراقَصُ بينَ
الدُّخانِ.
و لـَمَحْتُ بِغَمْزَةِ عينيكِ،
ما يَجْرَحُ بـَيْنَ
الأجفانِ.
لا تُلغِي مَهْلاً سيِّدتي،
عُمْراً غلَّفْتُهُ أَحْلامِي
لا تُنْهِي حبًّـــا، يتــولَّدْ.
حبًّـــا أرْعاهُ بِأَنـْـواري.
حُبًّا صيَّرني سيِّدتي،
طِفلاً في عِشْقِكِ
مَولودُ.
طفلاً لا يعبأُ بالأعمارْ.
لا يدْري للحُبِّ
حُدودْ.
لا يَعْبأُ بالشَّعرِ الأشيَبْ
قدْ زيَّنَ لـي رأساً
وَ زنـودْ
مهلا وَرَجاءً سيّدتـي.
لا أهْوى بَـاباً
مَسْدودَا.
لا أَرْجُو بـاباً
مَسْـدُودَا.
هَلْ يَعْنِي حبُّـــكِ سيّدتي
أنْ تَـشْـقِي و يَـشْقى
الـمَحْبوبُ ؟
هل يعنـي حبُّــكِ سيِّدتي؟
أن تُـدْمَى شِفاهٌ
و قُــلُوبُ.
هل يعني حبُّــكِ سيّدتي؟
قلقٌ أرقٌ همٌ
وشُحوبُ.
عفوا وَرَجاءً سيدتي،
رفقـا بالحُبِّ
الـمَصْلوبِ.
فغـدًا أوراقٌ تخضَـرُّ و تَذوبُ ثُلُوجْ،
وَ تــَعُودُ مِيـاهٌ قَدْ نـَـفَرتْ،
عذراءَ تـُحاكي
الـمَولودْ.
الحبُّ ربيـعٌ سيّدتي،
وَ ربِيعُكِ بالـحُبِّ
يـَجُـودْ.
لا تــَمْحِي حُــبّـا أَسْعَدني،
فأنــا لـــولاه
مَفْقُودْ .
***
شباط / 1996