أين صحوة العربي - عادل البعيني

ألا يَا أمّةَ العَرَبِ
ألا يَا أُمَّتِي هُبِّي
علامَ اليأسُ قَيَّدنا
فأَقْعَدَنا بِلا أَرَبِ
وَحَتَّامَ تَزَلُّفنا
لِمَنْ تَسْعى إلى الحَرَبِ
نسيْنا وَهْجَ ماضينا
وأَسْلَمْنا إلى الكَرَبِ
تَنَاسَيْنا وقائِعنا
وَلَمْ نَذْكُر سِوى النُّوَبِ
فَمِنْ ذُلٍّ يواكِبُنا
إلى فيْضٍ منَ الكُرَبِ
ومنْ جوعٍ إلى فقرٍ
إلى جَهْلٍ إلى رَهَبِ
تَخَلَّفْنا و لا أدري
أَمِنْ خَجَلٍ ومِنْ عَتبِ
و قلْنا إذْ تخاذلْنا
لَنَا عَوْدٌ إلى الحَلَبِ
على حُلُمٍ حلُمْناهُ
أَمِلْنا صَحْوةَ العربِ
فَراهَنَّا علَى عَجَمٍ
لنَحْيا في لَظَى الكَذبِ
قَعَدْنا نَرْتَجي حقّاً
بِلا جَدٍّ ولا تعَبِ
و مَسْلوبٌ سَيَأْتينا
على طَبَقٍ مِنَ الذَّهَبِ
ظَنَنّا أنَّ أَمريكا
تَكيلُ كَيْلَةَ النُّجُبِ
أَمَا كنَّا خبِرْناهُمْ
وسايكس بيكو لمْ يَغِبِ
و بلْفورٌ وسانْ ريمو
دُعاةُ الحَرْبِ والسَّلَبِ
فهبُّو يا بَنِي قَومي
كَبُرْكانٍ مِنَ اللّهبِ
لِمَنْ كَدَّسْنا أعتدّةً
لتَغْفوَ غَفْوَةَ الوصِبِ
سُيوفٌ في مغامِدها
عَلَتْها غَبْرةَ الخشَبِ
و أَرْماحٌ لنا اعْوَجَّتْ
كأعوادٍ مِنَ القَصّبِ
خُيُولٌ في أَعِنَّتِها
تُحَمْحِمُ رجوَةَ الغضَبِ
جُيوُشٌ سَدَّ مَطْلَعُها
عُيُونَ الشمس والشهبِ
غَفَوْنا نَرْتَجي خطَطاً
ليْحيِا حُلْمُنا القَشِبِ
و ما زِلْنا بغفْوتنا
وَلَمْ نحْصُدْ سِوى الخُطَبِ
لسان الضّاد يجمعُنا
عَلَى بَعْضٍ بِلا عَتَبِ
"بلادُ العُرْبِ أوطاني"
سَمِعْناها وَلَمْ نُجبِ
نَجَحْنا في تفرُّقِنا
وَلَمْ نَجْن ِ سِوى العطَبِ
كَفَانا يا بَني قومِي
ادِّعاء الْمَجْدِ والحَسَبِ
غَدَا الخذلانُ في دمِنا
لَنا أعْدى مِنَ الجَرَبِ
فَهَلاَّ نَصْحُو مِنْ حُلُمٍ
فَنُرْجِعَ دورَةَ الحِقَبِ
نُعيدُ مجْدَ هارونٍ
و مَعْدٍ بِنْ أَبي كَرَبِ
و نبْني صَرْح أُمَّتِنا
بعَزْمٍ غَيْرِ مُضْطَرِبِ
نَرُدُّ صَوْلَةَ الباغي
بِلا تيهٍ ولا عَجَبِ
متى يا ليْتَني أدري
نَراها صحْوةَ العربي
***
عاليه 1999