أَنَــــا وَهِــــي - عادل البعيني

أَنــا وَهِــي
مَعــاً عَلـــى دَربِ الـهَوى، مُــنْذُ أَعْــوامٍ طَويلةْ.
كَـمْ قَطَــفْنـا مِنْ دُروبِ الـحُـبِّ
بـاقـاتٍ جَـمِيــلةْ.
كـَمْ سَعَيْنا نزْرَعُ الأحْـلامَ
في عُـــمْـقِ
الـخَمِيلةْ.
كَمْ شَقِيْنا،..كَمْ فَرِحْنـا، كَمْ عَبَــبْــنـا
من جِرارِ الحبِّ خمــراً،
وانـْـتَشيْـنا،
وافْتَرَشْنا الـحُلْمَ شوقاً،
وعلى الـحُلْـم غَفَوْنـــا،
حتَّى جاءَتـْنا الأمَانـي، تَــتَهادَى
مِثْلَ طِفْلٍ، نـَـقْطُـفُ العَتْمَاتِ
فَـجْـراً، نجرحُ الشمسَ
أَصِيـلا.
مـُنْـذُ أعْوامٍ طَويلهْ.
نَـفْـرُشُ النـُّورَ بـِسـاطاً،
تـَحْـتَ أَقْـدامٍ نَــحيــلَةْ.
ننْـزَعُ الأشـواكَ، والآهاتِ
مِــــنْ دَرْبِ
الطُّفولَـــهْ.
"وأَنَــا وَهِـي"
نَبْنِي مِنْ أحلامِنا عَرْشاً جَلِيلا
بِابْتِساماتٍ خضيلَةْ.
والفراشاتُ تُغَنِّي، حالماتٍ
بالمساحات ِ الوضيئةْ
نرقـُبُ الأحْـلامَ وعـداً، نَتَهادَى
في هَوَانَا كَكَنارٍ ، داعَبَـتْ
أنــْغـامُهُ خدًّا
أَسِـيْلا
"وأنــا وهـيْ"
لـم نــَزَ لْ في زَحْمَةِ الأشواقِ،
نَغْفُو فَوْقَ أَكْمامِ
الفَضِيلـةْ.
نَنْسُـجُ الطُّهـرَ عَبَاءَاتٍ، قَنَاديـلاً
حِكاياتٍ جَمِيلةْ،
قَصَصــاً، قـَـْد جاوَزَتْ فِيْـنا
الكُّهولةْ.
وَأَنـا وَهِـي
لـمْ نـَـزلْ .. نـَغْــفُو عَلَى مـَـهْدِ هَــوانـــا،
نـَحْيا حُــلْماً قَدْ أَمِلـــنْـــاهُ
طَويلا.
فالزَّغـاليلُ التي كُنّــا رَعَيْناها زَماناً،
غادرَتـْـنـا، تـَـبْني أَعْشـاشاً،
وأحـلاماً ظَليـلةْ.
والـحِكاياتُ التي كنّا حَكَيْناها
لَهُمْ. باتُــــوا يحْكُونَـها
شَـوْقاً، للزَّغاليـلِ
الـجَـديدَةْ.
وَأَنـا وَ ِهـي
لـمْ نـَـزلْ نـَقْطِـفُ مِنْ حقلِ هَــوانا،
أَحْــلَى بـاقـاتٍ
عَلِيْلَةْ. !!
***
لبنــان قبيــع - 23 /10/ 1999