دُنْيَا الهَوَى - عادل البعيني

أيُّها الباعثُ في القَلْبِ أُوارا
ضاقَ صَدْري فُكَّ عَنْ روحي الإسارا

إنّما الحبُّ الذي أَغْنَى فُؤادي
كانَ طَيفاً حالِماً حَطَّ وَ طَارا

هَلْ تُرَى نَقْوى على رَدِّ الهَوى
إذا ما ذقناهُ في العمرِ اضطرارا

يا حبيْبي لا تلُمْني وتَسَلْني
كيفَ أحببْتَ ولمْ تقوَ اصْطِبارا

يا حبيبي " لا تقُلْ أينَ الْهَوى"
إنَّ مِحْرابَ الهَوى أضْحَى مَزَارا

***

لا تقُلْ يا خِلُّ قدْ شاءَ القَدَرْ
قُلْ رَأَى ربي و بِالحُبِّ أَمَرْ

جَمْعَ روحيْنِ تساقيْنَ الهَوى
تحْتَ جُنْحِ الليْلِ أو ضوءِ القمرْ

يا ليالي الشَّوقِ مُدِّيها قُبَلْ
فيكِ يسمو حبُّنا يحلو السَّمرْ

ربَّما الأيامُ تَصفو لِحَبيبٍ
ربَّما تقْسُو و يَعْلوها كَدَرْ

هكذا دنياكَ تَمْضي لا رَجاءٌ
مرّةً تَحْنُو وتُبكيكَ أُخَرْ

***

لا تَدَعْ حُبّا شَفيفًا كالضياء
و اترعِ الكأسَ بشوقٍ و وَفاءْ

لا تدَعْ عطر الهوى يجلُو شذاهُ
إنْ أتى يوما بِحلمٍ أو قضاءْ

ليْسَ للإنسانِ عُذرٌ إنْ أَبى
فيعيشُ الدَّهْرَ عيْشَ الأشقياءْ

عُمْرُنا يغْدو سَراباً دونَهُ
وَيَصيرُ المَرءُ و الشيءُ سواءْ

فاعْشَقِ العُمْرَ فما هذي الدنا
غيْرُ حُبٍّ شاءَهُ الربُّ فَجَاءْ

***

قبيع لبنان - 14 // شباط // 1994