يا شبلُ ما هان العرين - وديع عقل

يا شبلُ ما هان العرين
الارز عرض لا يهونُ

ذلّت لديه الناطحا
تُ وقد تكسرت القرون

من قبل موسى كان وه
و كما ترى حصنٌ حصين

تُحييه آسادٌ مقذ
ذَفةٌ تدين لها المنون

من كل ليثٍ في بشر
ري لا يُضارعه قرين

وغضنفر في أرضِ كو
لمبٍ يعزُّ به عرين

تعنو الجباه له فمن
فوق الجبين له جبين

وله على لبنان خي
ر يدٍ تقرُّ بها العيون

وهو المقيم على الوفاء
له وحارسه الأَمين

أيامه غررٌ بها
تاريخ لبنان مَزين

وأعزُّها يومٌ علينا
من مفاخره ديون

لم تشهد الفيحا له
مثلاً ولا طوت القرون

برزت به تلك الاسو
دُ يقودها الشبل الرصين

فإذا أشار لها تغي
بُ وحين يدعوها تبين

ومتى تحف به رأي
ت الروح حفتها حصون

وقد استلان ببأسها
صلباء كانت لا تلين

ولو أنه ممن يهو
ن عليهم شرف ودين

لاقى بها صدر المجا
لس وهو مفديٌّ مصون

يا من زعامته يقي
دونه كبت الظنون

فداك منا المستقر
كما يفديك الظعين

وصبا إليك النازحو
ن فكل بثهم حنين

نفحوك بالدر الثمين
لأنك الغالي الثمين

يا شبل لا تعتب على
زمن يسود به الخؤون

الدهر جن وهل تعا
تب من ألم به جنون

صبراً فسوف تقهقه الثك
لى ويبتسم الحزين

ويغيب شؤم بارز
ويضحضح السعد الكمين

قد حان تُلقى الليا
لي حملها ويرى الجنين

من لم تعنه زنده
يشقى وليس له معين