قُل لذي العلم إذا رام العُلى - وديع عقل

قُل لذي العلم إذا رام العُلى
إن مجد العلم في أن تعملا

ليس رب العلم من قال أنا
إن رب العلم من قد فعلا

إن طلبت المثل الأعلى له
تلقَ في بولس ذاك المثلا

عالمٌ آلى على همته
أن تطيق العبء مهما ثقلا

وأنبرى في جهده منطلقاً
ينكر للراحة يقصي المللا

يرسل النور لنا من ذهنه
حبذا النور الذي منه انجلى

هو نور الحقِّ في تاريخنا
وهو نور العدل في شرع العلى

لا تقولوا مات سمعانينا
إننا نبصر ذاك الرجلا

إننا نبصره في بولسٍ
ماثلاً يدهش أحلام المللا

بتصانيفٍ على آياتها
نزل الروح المنيرُ الرُسلا

راسخاتٌ كلما ناطحها
عاصف ناطح منها جبلا

هي في لبنان مجدٌ خالدٌ
يلتوي عن وجهه عادي البلا

عز مارونُ ببانيها فقد
جدد البالي واحيى الأملا

وجفا الدنيا ولم يسلك إلى
غير وجه اللَه منها سبلا

وتراه اسداً في علمه
وتراه في تقاه حملا

وتراه للمداجي علقماً
وتراه للمصافي عسلا

ربّ فردٍ كان في أفعاله
كابن عبودِ يُضاهي جحفلا