ترفق بجسمٍ كاد ينهكه الجهد - وديع عقل

ترفق بجسمٍ كاد ينهكه الجهد
برغبة نفس لا يجارى لها قصد

فحسب بني مارون ما قد أنلتهم
وحسبك هل بعد الذي نلته بعد

اخاف عليك العجب لولا طلاقةً
بوجهك معناها التةاضع والزهد

فانت الذي باللين يقرن مجده
ويا حبذا لينٌ يقارنه المجد

ولست من القوم الألى تنفخ العلى
معاطسهم أو يستفزهم الحمد

ولا أنا في عد السجايا بجاهدٍ
فتلك اماني عندها يقف الجهد

ولكنها نجوى بنيك الأولى غدوا
وازرهم في جنب مجدك مشتد

لقد مر عهد البعدِ فيهم فلا تسل
قلوبهم كم مض حباتها الوجد

ليالي باتوا لست تدري اغفوةً
تولت عليهم أم يعذبهم سهد

لواحظهم للبحر تهفو شواخصاً
وبحر دموع الشوق فيها له مد

تراقبُ سيرَ البطريرك ذليلةً
لديه الأماني وفدها اثره وفد

اقر مآقيها بلوغك رومةً
على جانح النعمى يرافقك السعد

حللت بحيث الدين يخفق بنده
بظل إمامٍ لا يضارعهُ ند

بظل أبي الدنيا خليفة بطرسٍ
ليحي سعيداً والزمان له عبد

على بابه للمجد راسٌ مطأطاءٌ
وعند ثرى أقدامه يوضع الخد

فكان لقاء رنحَّ الشرق غبطةً
وكان حديث كل مضمونه الود

فيا حبذا للدين عاصمة بها
اقمت فقام اليمن وارتحل النكد

فللبرق فينا كل يوم بشائرٌ
تطيبُ لها بيض اللمائم والمرد

برزت إلى عبد الحميد فريدةً
بعقد موالٍ حبذا ذلك العقد

طلعت بحيث العز لاحَ هلاله
بمطلع ملكٍ حوله الغرر السعد

لدى عاهلٍ لا مجده بمطاولٍ
ولا مسلكٌ من دون مسعاه منسد

فرزانك منه بالوسام مرصعاً
به خير صدرٍ لم يطئ بابه حقد

هي المنة العظمى التي لم يفز بها
سوى نخبةٍ عد الأنامل لو عدوا

فلا زلت مرموقاً بلاحظة العلى
تدين لك الجلى ويخدمك الجد

ويا بطريرك الشرق تهنيك رحلةٌ
وعودٌ به البشرى على الشرق تمتد

رجعت بمجدٍ ضاء نيرُ بدره
وضاع به مسك الأحاديث والند

فللشعر هذا اليوم فيك مهزةٌ
وللنثرِ روضٌ والثناء به ورد