قل لمن يخفي هواه حذرا - وديع عقل

قل لمن يخفي هواه حذرا
ليس عندي في الهوى ما استترا

كل ما بي من غرامي ظهرا
أنا من تسمع عنه وترى

لا تكذب عن غرامي خبرا

أنا في عُرف الهوى عرافه
معلنٌ مكتومه كشافه

نابذٌ ستر الحيا عيافه
لي حبيبٌ كملت أوصافه

حق لي في حبه أن أُعذرا

لا تلمني إِن ألفت السهرا
انني اعبد هذا القمرا

لا أرى تشهير وجدي منكرا
حين أضحى حسنه مشتهرا

رحت بالوجد به مشتهرا

ما لغالٍ في رضاه ثمن
لا دمي لا معشري لا الوطن

كل شيء عنده مرتهن
كل شيء من حبيبي حسن

لا ارى مثل حبيبي لا أرى

لا أرى مثل حبيبي ساحرا
يخلب اللب ويمشي سادرا

ناعسٌ بتُّ عليه ساهرا
احورٌ اصبحت فيه حائرا

أسمرٌ امسيتُ فيه اسمرا

كلما كاشفته وجدي ابى
أن يرى الجدَّ به لا اللعبا

يحرق القلب ويلهو طربا
وتراني باكياً مكتئبا

وتراه ضاحكاً مستبشرا

أنا من بالروح يفدي حسنه
وهو بالوصل مطيلٌ ضنه

مستبدٌ بي مسيءٌ ظنه
بعض ما ألقاه منه انه

لا يزال الدهرَ بي مستهترا

ان دراً لامعاً في نحره
دون درٍّ لامعٍ في ثغره

وهو من قال البها في شعره
ان ليلاً داجياً من شعره

فيه ما احلى الضنى والسهرا

جاء اهلي بالمداوي إذ ذوى
ورد خدي وبرى جسمي الجوى

عبثاً ترجون يا اهلي الدوا
بين قلبي وسلوي في الهوى

مثل ما بين الثريا والثرى