يا خليلي كذبا من نعاني - وديع عقل

يا خليلي كذبا من نعاني
أنا حيٌّ في العالم الروحاني

إِن روحي شعري وشعري لا يف
نى فمن قبله فناءُ الزمان

قد بكاني قومي وما ضحكت نف
سي إلا لما بكى من بكاني

لست انسى أوان حار طبيبي
ضارباً بالبنان فوق البنان

هامساً في مسامع القوم قومي
أن موتي يحين بعد ثوان

واتاني القسيس من بعده يق
رأ فوقي رسالة الغفران

ورأيت الدموع عالقةً في
كل جفنٍ حولي من الاجفان

وكأني أبصرت نعشي امامي
وكأني أدرجت في اكفاني

قد تجلت لي الحياة بما في
ها خيالاً يمر في بحران

المعالي والمال والمجد الفا
ظٌ عوارٍ مما لها من معاني

إن عبادها يموتون عند ال
فضل بين الأرواح والابدان

تتلاشى نفوسهم كمعالي
هم ولذاتهم تلاشي الدخان

وهم الواجدون في الموت هولاً
قاتلاً ساطياً على الإنسان

الحياةُ الحياةُ عندهم ما
لٌ وقصفٌ ومرقصٌ وغواني

والمماتُ المماتُ عندهم ان
يبعدوا عن ملذةِ الحيوان

لو خلَت هذه البسيطة منهم
لوجدنا فيها نعيمَ الجنان

لو خلت هذه البسيطةُ منهم
لخلت من بواعث الاحزان

أيها العالمُ الترابيُّ عفنا
كَ فلا شاعرٌ بارضك بانِ

نحن من عِترةٍ مخلَّدةٍ تب
قى وانت الحيُّ الدنيءُ الفاني

المنايا لنا احبُّ الأماني
وعويلُ النساءِ خير الأغاني

إِنَّ في الموتِ لذةً حُرمت من
ها نفوسُ العظامِ في لبنانِ