رُدِّ الرواية يا لسان الحال - وديع عقل

رُدِّ الرواية يا لسان الحال
عن نصف قرنٍ من حياتك خال

أد الرواةي عن خليلك أنها
عظةٌ ترتلها على الأجيال

حدث عن الرجل الذي أبليته
تعباً عليك وانت لست ببال

ما كنت إلا روحه منشورة
في الخافقين وفكره المتلالي

ما كنت إلا صفحة طبعت على
ذهن الوفي ومهجة المفضال

فإذا تصفحها المطالع لا يرى
إلا سطور مآثر وخلال

ويحس بالصدق الصريح كأنه
عوذ مركبةٌ على الأقوال

ويلامس القلب الجريء مغالباً
ريب الزمان وروعة الأهوال

أيام لم تكن الصحافة غير ما
يرضي المراقب أو يسر الوالي

أيام كان الحر يبسط نطعه
من أجل خاطرة تمر ببال

شد الخليل على الصعاب بهمة
غلابة عباثةٍ بكلال

وعزيمةٍ ما احجمت عن مطلب
ولو أنه في منكب الرئبال

فحمى بنات الفكر من وآدها
ومشى بهن وهن غير ذلال

أجرى البيان على اللسان فما جرى
إلا بذائب عسجدٍ ولآلي

يدلي بحجته فتصدع شرة ال
ناغي وتصفع وجنة الخطال

متجافياً عكر المناهل شارعاً
شرعاته في المورد السلسال

متصلباً للحق غير مصانعٍ
متعصباً للصدق غير مبال

متحيزاً في دولة ما عقها
إلا عدو هدى وعابد مال

هي دولة الأقلام لا عاثت بها
يوماً عوائث دهرك الدوال

طاف الخليل بها فصان حياضها
ومضى وخلف بندها المتعالي

ما ضرها ان يختفي ضرغامها
وهو المخلف انجب الأشبال

ما مات من خليّ المجال لرامز
ما مات من أحيى لسان الحال

فالخالدون هم الألى أرواحهم
منبثة منهم إلى الأنجال

والبائدون هم الألى لم يتركوا
لبنيهم ارثاً سوى الأموال

يا ابن الذي نفح الصحافة والطبا
عة من مآثره بحليٍ غال

براً توليت المآثر بعده
لتزيدها من صالح الأعمال

عهدت إليك وانت بين الريقي
ن الناضرين فتوةٍ وجمال

فتعهدتها من شبابك حكمةٌ
رمت الحسود ونكلت بالقالي

تقفو بها الأثر المجيد وانت خافقاً
وعقدته بمطامح الآمال

جئت الرياض فحدقت أزهارها
بفتىً يصول بطلعةٍ وخصال

وجنيت منها وردةً ما شمها
غير النسيم الطاهر الأذيال

هي شمس حظك أشرقت أنوارها
ميمونة الأسحار والآصال

طلعت عليك وبرجها رزقٌ فما
طلعت بغير الرزق والاقبال

وأحب ما رزق الفتى من عمره
ملك يرافقه مع الأطفال

حدث صغيرك عن أبيه وجده
ابني خذ بمثاله ومثالي

اسمي جدك عش لك حميدة
من فكرة ومقالة وفعال

وإذا انتسبت إلى ارومته فقل
العلم عمي يا بنيَّ وخالي

نسبٌ إلى الأصلاب والأرحام في
حلق المفاخر محكم الأوصال

سركيسه اهل لبستانيه
وكلاهما للعلم أكرمُ آل

يا حبذا نسب المعارف أنه
نسب الخلود وغيره لزوال

وبمهجتي ام الصحائف تجتلى
في ميعة الاعظام والاجلال

عقد الكرام المهرجان لها على
نشوات سحرٍ للبيان حلال

واستعرضوا حسناتِ رامزها ووا
لده صفوفاً في اعز مجال

هذا جزاء الصدق كل الصدق في
النيات والأقوال والافعال

هذا جزاءُ ذوي المعارف فاقرأوا
بقصيدتي عظةً على الجهال