يا بليلاً أوحش عود الأراك - وديع عقل

يا بليلاً أوحش عود الأراك
أغرقت في البين فأين أراك

سمعتنا الشدو شجياً وما
تركت من بعدك الا صداك

بكيت في عيشك كل البكا
أي أديبٍ ليس يبكي بكاك

نم يا حبيبي أنها نومةٌ
واحدة تنفضُ فيها عناك

ماذا تلقيت من العيش في
لبنان يا فياض آلا شقاك

كنت تغني للغني وما
وجدت في ذاك الغناء غناك

وكنت تبكي في بلاء له
ولا أرى اليوم غنياً بكاك

قد ذبت شعراً لو رميت به
في ظمأة جلمود صخر سقاك

أو شئت تستنزل بدر الدجى
لما أتاه الشعر حتى أتاك

تلك قوافيك التي اشأمت
وامصرت ترفع بند حجاك

قد نزلت في الدولتين وفي
مناكب الطودين دقت لواك

نعاك صنينٌ فهز الأسى
المقطم الباذخ لما نعاك

ولو يطيقان لسارا معاً
واحنيا الرأسين فوق ثراك

يا كوكب الشعر دهتنا الدجى
لما دهى عادي المنايا سناك

ليت الذي اوحش منك سما
ء شعر يطوينا ويطوي سماك

كم عيشة افضل منها رداك
ويقظةٍ احسنُ منها كراك

وكم أديبٍ ود لو أنه
يمشي إلى القبر حثيثاً وراك

نم يا حبيبي لا ترى فاجعاً
مما نرى تبكي له مقلتاك

ولا تخف فالشعر في معقلٍ
دون عوادي الدهر بعد نواك

اخوك لا يغفل عن امره
فاسترح اليومَ ووكل اخاك