لمن القصورُ تلوحُ كالغمدانِ - وديع عقل

لمن القصورُ تلوحُ كالغمدانِ
في المنكب التني من لبنان

لمن الخورنق والسديرُ ولست في
افياء يشرخ أو حمى النعمان

ناديت اين ملوكها فتبلجت
منها ملائكُ رحمةٍ وحنان

فعلمت أني عند أطهر معشرٍ
وعرفت اني نازلٌ بجنان

في ظلِّ راهبةِ المحبة حيث
يستشفي العليل ويستريحُ العاني

ومتى وقفتَ بظلها فهناك تع
رف كيف ظل العالم الروحاني

ظل الفضيلة وهي عاملة بلا
جزعٍ ولا طمعٍ بمجدٍ فان

ظلُّ الحنو على اللطيم على العديم
على اليتيم على السقيم الواني

انظر بعينك كيف تفدي مهجة
الإنسان حباً مهجة الإنسان

وانظر بعينك أن أقوى قوةٍ
في الأرض تدعى قوة الإيمان

هذا عراءٌ كان مشتبك القتا
دِ وملعبَ السرحانِ والثعبان

جاءته بالإيمان راهبةٌ فصيرت
العراء حدائقاً ومغاني

فكأنني لما نزلتُ بظلها
تحت القباب نزلت في نجران

وكأنني لما أتيتُ رياضها
أدركتُ ذاك الشعبَ من بوان

نفضت علي غصونها ما ذاب من
مقل السماء لها على الأغصان

درٌ لجينيٌ يُرصعُ لمتي
ويحلُّ مثل الدمع في اجفاني

ويلوحُ في ورق الدوالي كاللآ
لي الملقيات على أكف حسان

وتراه في ورق الصنوبر كالعقو
دِ فتشتهيها في نحور غواني

وإذا استقرَّ على الثمار ظننتها
أثداء غيدٍ رُصعت بجمان

وإذا تنفست الرياض تذيبه
كالدمع فوق مراشف الريحان

هو دمع لبنانَ القريرُ ولا ترى
دمعاً سواه يقرُّ في لبنان

لو كان يُذرفُ من محاجر قومه
لوجدته الدمعَ السخينَ القاني

قف في ربوع البؤس واسأل اهلها
هل ضارعت اشجانهم اشجاني

ايكابدون من البوارج واللوا
عج ما اكابده انا واعاني

ما السل ان تُبلى الصدور بعلةٍ
السل ان تبلى العلى بهوان

السل أن يبلى الأديبُ بجاهل
السل ان يبلى البريءُ بجان

السل ان يرعى الرعية خاطف
ويسام عنتر لثم كف جبان

والسل اقسى ما ترى من هوله
صرعاتُ آمالٍ وموتُ اماني

ما كنت احسب ان اراني غابطاً
مستوطن الأسقام والاحزان

لكنني لما رأيت ظلاله
ورياضه ونعيمها المتداني

وعيون لبنان إليه شواخصاً
من رأس صنين إلى شوران

ونسيمه المتني يغشى دوحه
ويمر مر الهمس بالآذان

أحببت ان لا انثني عن فيئه
ووددت لو اني من السكان

اخت المحبة ان يكن هذا مكا
ن الزاهدين فلا برحت مكاني

أو كان هذا منزلاً للبائسين
فانني باق هنا وكفاني