عرف المشيب مقامه فتقدما - وديع عقل

عرف المشيب مقامه فتقدما
وبدا على عرض العلاء وسلما

ما عاقه وقر الزمان عن العلى
فعلا ذراها ناهضاً وتسنما

والبطل راح بذيله متعثراً
والحق رمم بيته المتردما

والقلب ضمد جرحه لما رأى
روض الهناء له يوفر بلسما

والعين قرت بعدما أجرت له
عهد السهاد سخين مدمعها دما

والعدل نبه طرفه من رقدةٍ
من قال ان العدل ادركه العمى

فيمين ايليا الزمان تعيد عا
دي البطل عن ربع الحقيقة محجما

لما رأى تلك الكلوم تجسمت
بقلوبنا اهدى إلينا المرهما

ولدن رأى عرش العلى متأوداً
القى إليه صخرةً فتقوما

فليهجع الطرف السهود فقد بدا
قمر الهدى ومحا الضلال المظلما

وليتئد رامي السهام فربما
رجعت وقد نزلت بمهجة من رمى

وليرهب الحمل الوديع رماته
فلقد يكون لدى الوقيعة ضيغما

حسب الليالي ما جنت وكفى العلى
شوق لبطرس في الفؤاد تكتما

فاليوم موعدها بمطلع وجهه
في عرشها طلق الجبين مكرما

واليوم يوم فتاك يا مولاي في
هذا المجال لكي يكون مقدما

ما شاقني إلا طلوعك راعياً
شعباً تنهجه الطريق الأقوما

فإذا بك الراقي إلى أوج العلي
متوخياً بيض المآثر سلما

فادر لحاظك بالوجوه تجد بها
سر القلوب على الأسرة ترجما

وتوسم الشعب الذي ينساب من
حوليك فيك هناءه متوسما

واغفر لدهرك ما جنى فلقد أتى
بالذل عن آثامه متأثما

ان كان قد خان الشباب بعهده
فإلى المشيب عن الشباب تندما

فاطلق بطرفك في مقام قد بدا
فلكاً يضمُّ من الأكارم انجما

يشدو هزار البشر في جناته
مستهزماً عنها الغراب الازسحما

مولاي حسبك ما بلغت وحسبنا
أنا نراك لنا الإمام القيما

ونهجت نهجاً من صباك على رضى
مولاك ترضى الأرض عنه والسما

ان كان يغضبك المديح من الملا
فلسان فضلك لم يزل متكلما

فاليكها بكراً لأصدق خاطرٍ
جاءت لتعلن وجه المتكتما

تمشي إليك وعقدها در الثنا
وسوارها حبٌّ يزين المعصما

بدأت بمطلعك الوضئ ولم تشأ
إلا بلثم يديك ان تتختما