إن كنتَ تبغي المدحَ غيرَ مفنَّدِ - وردة اليازجي

إن كنتَ تبغي المدحَ غيرَ مفنَّدِ
فالهَج بأوصافِ الأميرِ محمَّدِ

ذاكَ الكريمُ ابنُ الكرامِ ومَن علا
أوجَ العلآءِ يلوحُ مثلَ الفرقدِ

غَضُّ الصبا أعطي نباهةَ أَشيَبٍ
من ربِّهِ عجباً لا شيبَ امردِ

يُنشِي القصائدَ كالنجومِ مُضِيئةً
تبدو لنا من فكرهِ المُتَوَقّدِ

عَلَمٌ لقد جمعَ الفضائلَ شخصُهُ
فاعجَب لجمعٍ حاصلِ في مُفرَدِ

أَخَذَ الكرامةَ عن أبيهِ وجَدِّهِ
إِرثا قَديماً ليسَ بالمتجدِّدِ

وحوى من الأوصافِ كلَّ سجيَّةٍ
وُجِدَت لهُ ولغيرهِ لم توجدِ

سلمت شمائلهُ من العللِ التي
منها حماهُ اللهُ منذُ المولدِ

بدرٌ يفيضُ النور منهُ إذا بدا
وتفيضُ من كفيهِ سُحبُ العسجدِ

وإذا تكلَّمَ لاحتِ الغُرَرُ التي
تبدو كدرِّ في العقودِ منضَّدِ

إن تتركِ الشعرآءُ مدحَ صفاتهِ
نطقَ الجمادُ وهامَ قلبُ الجلمدِ

يا أَيُّها المولى الذي أمسى على
تختٍ من الشرفِ الرفيع مُؤَيَّدِ

لا يكتفي بمديحِ فضلكَ شاعرٌ
لو خطَّ احرفهُ بألفِ مجلَّدِ

لكن يقولُ مقدّماً لكَ عذرَهُ
لم يخلقِ الرحمنُ مثلِ محمَّدِ