يا رُبَى لبنان حيَّاكِ الحَيا - وردة اليازجي

يا رُبَى لبنان حيَّاكِ الحَيا
وسَقَى تُربكِ هتانُ الغمَام

يا ربوعَ الأنس يا دارَ الصَفَا
يا جنانَ الخلدِ يا أَهنَا مقام

حبَّذا لبنان مع غاباتهِ
حبَّذا تلك الصَحَارى والأَكام

حبَّذا منهُ نسيمٌ عاطرٌ
يُنعِشُ الأرواحَ بل يشفي السقام

وخريرُ المآءِ في تلك الرُبَى
كحنينٍ من محبٍّ مُستَهام

حبَّذا منهُ ربيعٌ قد حكى
مَعرَض الأزهار يزهو بابتسام

بَسط الزهر على أرجائِه
بين وردٍ وَبهارٍ وخزَام

وزلال المآءِ في تلك العيون
يُعيدُ الكهلَ أَصبَى من غُلاَم

وتَرى الأَطيار في تلك الرُبَى
بينَ شحرورٍ وبازٍ ويمام

سابحاتٍ فَوق أَغَصان النقا
بينَ تَسجيعٍ وتغريدِ الحَمَام

يا لَهُ من منظَرٍ زاهٍ حَوىَ
كلَّما راق على أَبهى نَظَام

يا نسيمَ الصبح أَقرأهُ السلام
من محبٍّ في هَوَى الأَوطَانِ هام

أَنتَ لي يا خير أَرضٍ جنَّةٌ
جَمَعَت كلَّ سرورٍ وسلاَم

حبَّذا أَيام إنسٍ فيكَ يا
وَطَني المحبُوب زالَت كالمَنام

طَالما هيَّج لي تذكارُهَا
شَجناً يُشعِلُ في قلبي ضَرَام

يا سَقَى اللهُ أُويقاتاً مَضَت
بينَ أَهليكَ الأَجلاَّءِ الكَرام

هُمُ أَهل الفضل أَرباب الحجَى
واؤُلو الآداب أَصحاب المقام

فلَكَ التذكارُ مني دائماً
ولهُم من ودّنا أَوفَى ذمام