إلى فدائية - راشد الزبير السنوسي

قالت وجال بحدقتيها
الحزن .. واحتبس البكاءْْ

وتقلص الوجه الجميل
فلا دماء.. و لا رواءْ

وتناثر الشعر المعربد
حيثما انطلق الهواءْ

أنا من أكون؟.. وهذه
الأقدار تفعل ما تشاء

أ أسيرة تلقى الحياة
ولا معين ولا رجاء

قوْمي .. ومن قوْمي سوى
الأشلاء ينثرها الفناء

وزنود إخواني يكبلها
المعوق .. والعياء

والأرض والشرف الرفيع
جميعها صارت طلاءْ

يتمرغ الدخلاء في
بيتي ويؤويني الخلاء

وقنابل النابلم تقصف
في المدائن كالقضاء

ونصيح كالجرذان
مذعورين يا رب السماء

ادفع عن الضعفاء
والأنضاء أسباب البلاء

ونظل نحلم بالثواب
وبالحياة بلا عناء

ونظل نحلم أن تباركنا
السما.. يا للغباء

حقا بأن الله يملك
أن يقرر ما يشاء

لكنه لا يمنح الجبناء
أسباب البقاء

فالمؤمن الأقوى أحب
لربه يوم اللقاء

من ذلك الرعديد
لا عزمٌ لديه ولا مضاء

والشعب مزقه التآمر
والصياح والادعاء

وزعيق أبواق الدعاية
سممت صافي الهواء

فاليوم أخبار الصباح
تجيل في النفس العزاء

وغدا بأسطر نشرة
الأخبار ينتعش المساء

ومن الصباح إلى المسا
ومن الصياح إلى البكاء

شحبت وجوه الصامدين
المجهدين من العناء

كفر الذين تحركوا
يومًا ليندفع الفداء

فلتسمعي يا حلوة
النبرات أصوات الوفاء

وضنينةٌ فيما يراوح
مسمعيك بلا انتهاء

المرجفون يساومون
على الفداء بلا حياء

ومهرجون تقيؤوا المدح
الكذوب لمن أفاء

إن جاء يسبقه الثنا
أو عاد شيعه الدعاء

وجباههم من طول ما
سجدت تهيم بالانحناء

تهوي بهم كفٌّ مهددةٌ
ويركلهم حذاء

وشعارهم لا عرف
لا أخلاق إلا ما يشاء

فهو الذي يهب الحياة،
ويمنح الأرض النماء

ويقسم الأرزاق والأعمار
بينهمُ سواء

والله مما يدّعون
وينسبون له براء

وتذكري خوفي عليك
تذكري هذا النداء

ما يمحق اسرائيل
ليس هو التفجع والبكاء

ليس البلاغة في الحديث
وليس في لعق الحذاء

بل ثورة الفقراء
فالفقراء هم درع السماء