مداعبة صديق - راشد الزبير السنوسي

يا قاسي القلب ماذا كنت تنتظر
لما تغولت لا تبقى ولا تذر

أطبقت في قسوة تلهو بناعمة
لم تدر غير الهوى إن ضمّه السحر

روّعتها .. لا رعاك الله ممتحنًا
في راحتيه استوى الصبار و الزهر

أرهقت روحًا بنفسي لو أهدهدها
وأدمعًا من نجيع القلب تعتصر

وقد عجبت لقلب لا يرق لها
وهي التي لو حكت أصغى لها الحجر

فكيف ترجو سكوتي عن أذيتها
يأيها الفيلسوف الظالم البطر

وكيف لا أتصدى وهي ملهمتي
أرقَّ شعري ، ومنها السمع والبصر ؟

لو كنتُ يوم هوت من فرط رقتها
مفزوعةً .. هدّها الإعياء والسهر

وحفنة من كلام سمه جدلاً
لا نفع فيه.. ولكن كله ضرر

إذن أتتك قوافي الشعر ناسفةً
ما تدعون فلا عين ولا اثر

إن تعتذر فهو أجدى من مقارعتي
وفي اعتذارك إن قدمته نظر

إلا إذا شفعت تلك العيون لكم
وجاء معتذرا- في موكب – (عمر)

إني أحذره من مثل فعلتكم
وعندها لن يراني عنه أصطبر

علم الكلام الذي رُعتَ الحبيب به
لغوٌ .. وهل تستوي الأنغام و الهذر؟