وَخْزُ الرِّمَاح - صلاح الدين الغزال
أُمَيْمَةُ إِنَّنِي تَعِبٌ مُعَنَّىً
أَرِقْتُ لأَجْلِكُمْ حَتَّى الصَّبَاحِ
أَؤُوبُ إِلَى فِرَاشِي تَعْتَرِينِي
عَلَى جَنَبَاتِهِ أَنْكَى جِرَاحِ
جِرَاحُ الجِسْمِ قَدْ تَحْظَى بِبِرْءٍ
فَيُخْفَى سُقْمُهَا دُونَ اكْتِدَاحِ
وَأَمَّا عَنْ جِرَاحِ القَلْبِ تُبْدَى
وَإِنْ وَارَيْتَهَا عَنْ خَيْرِ صَاحِ
فَطَيْفُكِ كُلَّمَا أَغْمَضْتُ عَيْنِي
يُخَالِجُنِي فَأَثْمَلُ دُونَ رَاحِ
وَأَصْحُو وَالأَسَى مِنِّي قَرِيبٌ
كَمَنْ وَخَزُوهُ سَهْواً بِالرِّمَاحِ
رَجَائِي كُلُّهُ لَحَظَاتُ وَصْلٍ
تَجُودُ بِهِنَّ إِبَّانَ الرَّوَاحِ
مَعاً يَشْتَطُّ طَيْفَانَا بَعِيداً
لِنُغْلِقَ بِالمَدَى سُبُلَ الرِّيَاحِ
فَلاَ تُصْغِي لَنَجْوَانَا الرَّوَابِي
وَوَشْوَشَةُ السَّنَابِلِ وَالأَقَاحِي
أَقَضَّ مَضَاجِعِي طَيْفٌ رَهِيفٌ
نَقِيُّ اللَوْنِ كَالمَاءِ القَرَاحِ
يَلُوحُ كَأَنَّهُ لِلشَّمْسِ خِلٌّ
فَفَاقَ بِحُسْنِهِ أَبْهَى المِلاَحِ
لَقَدْ حَالَتْ وَلُقْيَاهَا حُصُونٌ
أُنَادِيهَا وَلاَ يُجْدِي صِيَاحِي