وَمْضَةُ أَلَم - صلاح الدين الغزال

غَرِيبُ الدَّارِ تَبْكِينِي جِزَافاً
عَلَى الأَجْدَاثِ بِالنَّبْشِ الوُعُودُ

بِلاَ أَمَلٍ سَلَكْتُ اليَأَسَ دَرْباً
عَدِيمَ الرِّفْدِ تَنْقِصُنِي النُّقُودُ

لَقَدْ جَفَّتْ يَنَابِيعِي انْتِظَاراً
وَلَمْ تَعْثُرْ عَلَى الغَيْثِ الرُّعُودُ

مَتَى يَشْتَطُّ هَذَا البُؤْسُ عَنِّي
لِكَيْ تَنْزَاحَ عَنْ رِزْقِي القُيُودُ

لَقَدْ حَالَتْ رِيَاحُ الزَّيْفِ لَمَّا
دَعَا جَفْنِي إِلَى السُّهْدِ الجُحُودُ

كَأَنِّي لَسْتُ كِنْدِيّاً وَرَهْطِي
أَتَى بِهِمُ إِلَى المَجْدِ القُعُودُ

أَضَعْتُ العُمْرَ مَغْلُولاً بِنَزْفِي
وَبَعْدَ النَّزْعِ أَقْصَتْنِي اللُحُودُ

قَتِيلاً دُونَ إِزْهَاقٍ وَنَعْشِي
إِلَى التَّنْكِيلِ سَاقَتْهُ الحُشُودُ

بِلاَ زَنْدٍ وَدِفْئِي فِي انْتِكَاسٍ
وَنَارُ الوَهْمِ أَذْكَاهَا الخُمُودُ

لَقَدْ حَالَ ابْنُ فَاعِلَةٍ وَأَلْقَتْ
بِأَحْلاَمِي إِلَى النَّكْثِ العُهُودُ

وَأَدْنَانِي بِرَغْمِ النَّيلِ مِنِّي
لِحَتْفِي بَعْدَمَا اعْتَلَّ الصُّمُودُ

لأَشْقَى فِي جَحِيمِ المَوْتِ حَيّاً
بِلاَ رُوحٍ يُشَيِّعُنِي الصُّدُودُ

شَجِيّاً فِي رِحَابِ الدَّمْعِ أَعْدُو
بِجَفْنِي يَقْتَفِي أَجَلِي الخُلُودُ