الغَسَق - صلاح الدين الغزال

مَرَّتْ تَجُرُّ رِدَاءَهَا أَلَقاً يُزَيِّنُهَا الفُتُورْ
فَتَمَايَلَ الغَسَقُ انْتِشَاءً وَانْثَنَى يَحْذُو الزُّهُورْ
جَذْلاَنَ يَلْتَحِفُ الشَّذَا وَيَبُثُّهُ عَبْرَ الأَثِيرْ
فَتَوَهَّجَتْ نَارُ الجَوَى لِتَشُبَّ فِي قَاعِ الصُّدُورْ
وَتَنَاثَرَ الشَّعْرُ المُعَرْبِدُ فِي المَدَى مِمَّا يَدُورْ
فَوْقَ المُحَيَّا فَانْتَشَتْ حُبْلَى تَبَاشِيرُ السُّرُورْ
فَسَأَلْتُهَا مِنْ أَيِّ وَادٍ جُشِّمَتْ حَرَّ المَسِيرْ
فَأَجَابَنِي صَوْتُ المَدَى المَبْثُوثُ مِنْ رَجْعِ السَّعِيرْ
هِيَ نَسْمَةٌ ذَابَتْ بَعَبْقَرَ وَامْتَطَتْ ظَهْرَ العَبِيرْ
فَابْحَثْ عَلَى طَيْفٍ سِوَاهَا وَاغْتَنِمْ أَقْصَى القُبُورْ
قَبْلَ التَّأَمُّلِ فِي وِهَادِ العِشْقِ بِالظَّبْيِ النَّفُورْ
فَرَجَعْتُ أَحْمِلُنِي عَلَى كَتِفِي كَمَأْفُونٍ كَسِيرْ
شَجْوِي يَزُمُّ أَعِنَّتِي مُسْتَضْرِماً فِي الزَّمْهَرِيرْ
أَطْوِي أَرَاجِيفَ الأَسَى وَيَلُفُّ مِنْسَأَتِي القُصُورْ
مُتَفَيِّئاً نَارَ الغَضَا وَتَكَادُ تُلْهِبُنِي النُّذُورْ