عَزَّةُ المَيْلاَء - صلاح الدين الغزال

إِنِّي أُحِبُّكِ لَفْظَةٌ
لاَ بُدَّ مِنْ بَوْحِي بِهَا
كَتَمْتُ فِي صَدْرِي هَوَاكْ
حَذَّرْتُ حَلْقِي ..
أَنْ يَبُوحَ
بِسِرِّهِ عِنْدَ لِقَاكْ
هُمْتُ بِكُلِّ جَوَارِحِي
وَاللَيْلُ يَشْهَدُ وَالنَّهَارْ
مُنْذُ سِنِينْ
مِنْ قَبْلِ أَنْ آتِي
إِلَى الكَوْنِ اللَعِينْ
وَمَلأْتُ كَأْسِي فِي الصَّبَاحْ
مِنْ طَيْفِ وَجْنَتِكِ الوَضِيءْ
وَسُقِيتُ مِنْ عَيْنَيْكِ
مَا يُشْفِي الجِرَاحْ
بِالأَمْسِ أَفْرُودِيتُ أَلْقَتْ ..
فِي حَنَايَايَ الغَرَامْ
فَتَلَعْثَمَتْ شَفَتَايَ
تَنْبِسُ بِاسْمِكِ
وَالنَّاسُ يَا عَزُّ نِيَامْ
وَأَخَالُ زَهْرَ الجِلَّنَارْ
صُورَةً مِنْ رَسْمِكِ
فَلْتَسْأَلِي اللَيْلَ
سَيُخْبِرُكِ الحَقِيقَهْ
سَيَقُولُ إِنِي مُغْرَمٌ
بِكِ مُنْذُ أَعْوَامٍ سَحِيقَهْ
يَا نَجْمَةً فَرَّتْ مِنَ المَجَرَّهْ
اقْتَرِبِي مِنِّي
وَلاَ تَنْأَيْ بَعِيدا
فَقَدْ سَئِمْتُ الاِبْتِعَادْ
وَبِمُهْجَتِي ..
حُبٌّ دَفِينٌ مُنْذُ عَادْ
لَمْ يَنْقَشِعْ رَغْمَ الرِّيَاحْ
تَهُزُّ أَرْجَاءَ المَكَانْ
هُوَ ثَابِتٌ كَالنَّخْلِ
فِي أَرْضِي البَوَارْ
إِنِّي أُحِبُّكِ لِلأَزَلْ
حَتَّى انْتِصَارِ الاِنْدِحَارْ
وَيُصْبِحَ المِلْحُ الأُجَاجْ
فِي الثَّغْرِ ..
حُلْواً كَالعَسَلْ
قَرَّرْتُ يَا فَاتِنَتِي
أَنْ أَرْفَعَ السَّتَائِرْ
حَتَّى أُقِرَّ بِأَنَّكِ
رَغْمَ الصُّعُوبَاتِ العَدِيدَهْ
أَنْتِ الَّتِي هَوَيْتُهَا
وَرَسَمْتُهَا أَحْلَى قَصِيدَهْ
كَفّاً مِنَ الوَجْدِ
أُقَدِّمُهَا إِلَيْكِ فَاقْبَلِيهَا
وَلَسَوْفَ أَلْفِظُ مُهْجَتِي
إِنْ شِئْتِ يَوْماً ..
غَيْرَ ذَاكْ
إِنِّي أُحِبُّكِ فَلْتَعِي
قَبْلَ مَجِيئِي لِلْحَيَاةْ
وَلَسَوْفَ أَحْمِلُ حُبَّكِ
حَتَّى يَوَارِينِي الهَلاَكْ