لَظَى غَيْظِي - صلاح الدين الغزال

سِنُو عُمْرِي تَدَاعَتْ بِاعْتِزَالِي
حَيَاتَكُمُ لِكَيْ أَشْقَى وَحِيدا

أُقَاسِي أَنَّةً أَدْمَتْ فُؤَادِي
وَأَرْتَشِفُ الجَوَى هَمّاً جَدِيدا

لَقَدْ جُشِّمْتُ أَهْوَالاً ضِخَاماً
وَأَوْدَعْتُ الشَّجَا جَفْنِي وَلِيدا

جَنَاحِي عِنْدَمَا أَفْرَدْتُ مَالَتْ
بِيَ الدُّنِيَا وَأَلْقَتْنِي بَعِيدا

أَنَا لَمْ أَكْتُبِ التَّارِيخَ عَنِّي
وَلَمْ أُظْهِرْ خُنُوعاً أَوْ سُجُودا

أَنَا وَالشِّعْرُ أَمْشَاجاً وُلِدْنَا
وَأُرْضِعْنَا وَئِيدَيْنِ الصَّدِيدَا

بَنَانِي وَاليَرَاعُ وَصَوْتُ نَايِي
عَلَى مَضَضٍ تَبَادَلْنَا القُيُودَا

دُرُوبِي أُقْفِرَتْ وَالضَّيْمُ أَضْنَى
فُؤَاداً مَا بَدَا يَوْماً سَعِيدا

لَقَدْ نُكِئَتْ جِرَاحِي يَوْمَ بُنْتُمْ
وَرَغْمَ النَّزْفِ أَبْدَيْتُ الصُّمُودَا

لَعَلِّي بِالهَوَى لَوْ بُحْتُ يَوْماً
حَظَيْتُ بِمَوْئِلٍ يُثْرِي القَصِيدَا

إِذِ ارْتَحَلتْ وَلَمْ تَتْرُكْ بَصِيصاً
نُؤَمَّلُهُ وَلَمْ تُخْلِفْ عُهُودا

وَإِنِّي مُنْذُ أَنْ عَنِّي تَنَاءَتْ
لَظَى غَيْظِي أُجَرَّعُهُ قَعِيدا

يُقَاسِمُنِي الأَسَى جَوْراً مَنَالِي
وَلِلنِّيرَانِ يَقْذِفُنِي وَقُودا

كَأَنِّي نُدْبُ سَيْفٍ لَمْ يُثَلَّمْ
وَإِنْ بِالقَرْعِ قَدْ فَلَّ الحَدِيدَا