عَسْفُ التَّصَارِيف - صلاح الدين الغزال

(ضَاعَ عَقْدِي مِثْلَمَا ضَاعَ عَلَى
صَدْرِكِ عِقْدٌ مُضِيءٌ.. خَالِصَهْ)
ضَاعَ عَقْدِي
تُهْتُ عَنْ رَكْبِكُمُ
فَاقْذِفِينِي ..
بِالرَّدَى بَعْدَ الأَسَى
لَيْتَ سَيْلاً جَارِفاً
يَرْدَعُكِ ..
قَبْلَ تَسْفِيهِي
إِذَا حَانَ اللِقَاءْ
لَمْ أَجِئْكُمْ سَائِلاً ..
مُسْتَجْدِياً
أَوْ أَجِئْكُمْ عَارِياً
أَرْجُو الكِسَاءْ
أَوْ أَجِئْكُمْ جَائِعاً
مُسْتَمْنِحاً
شَيْئاً يَسُدُّ ..
قَبْلَ مَوْتِي أَوَداً
أَوْ جِئْتُ أَسْعَى آمِلاً
يَوْماً بِدَرْبٍ مُقْفِرٍ
قَطْرَةَ مَاءْ
دَعْ جَمِيعَ النَّاسِ ..
وَانْظُرْ مَنْ تَرَى
لَوْ يَجِدُّ الجِدُّ
غَيْرِي لَنْ تَرَاهْ
سَيَظَلُّ البَدْرُ ..
فِي آفَاقِهِ
يُرْعِبُ الظُّلْمَةَ
وَهَّاجاً مُضَاء
لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ نَاساً
عِنْدَمَا لاَ نَبْتَلِيهُمْ
وَارْتِفَاعُ الأَنْفِ
بَعْدَ الإِنْحِنَاءْ
تُهْتُ عَنْكِ
فَارْفَعِي هَذِي البَرَاثِنْ
كُنْتِ قَبْلَ اليَوْمِ
فِي ظَنِّي رَقَيقَهْ
عَنْ وُحُوشِ الغَابِ
لاَ تَسْأَلْ وَسَلْهَا
فَهْيَ دُونَ النَّاسِ
أَدْرَى بِالحَقِيقَهْ
وَاقْلُبِ الجَرَّةَ
وَارْقُبْهَا تَرَى
جُوعَ مَدْعُوِّينَ
مِنْ غَيْرِ قِرَى
لَسْتِ ظِلاًّ
أَوْ مَلاَذاً يُرْتَجَى
أَوْ مِثَالاً ..
بَعْدَ إِدْلاَجٍ
لَدَى الإِظْمَاءِ
يَوْماً يُحْتَذَى
بَلْ وِهَاداً ..
مِلْؤُهَا صِرْفٌ
وَقَدْ لاَذَ بِهَا ..
عَسْفُ التَّصَارِيفِ
بِأَنْ كَلَّتْ
مَسَاعِينَا ..
أَذَى