ذَاتُ القُفَّاز - صلاح الدين الغزال

أَجَابَ عَنِّي حَاذِقٌ يَدْرِي بِمَا فِي خَلَدِي
سَهْمٌ أَصَابَ مَقْتَلاً مِنْ لَحْظِ رِيمٍ أَغْيَدِ
قُفَّازُ كَفٍّ أَسْوَدٌ كِلْتَا يَدَيْهَا تَرْتَدِي
لاَحَتْ كَبَرْقٍ فِي دُجَى لَيْلٍ طَوِيلٍ سَرْمَدِي
وَالغُنْجُ مِلْءُ نَاظِرٍ أَوْدَى وَلَكِنْ لَمْ يَدِ
وَالحُسْنُ مُزْدَانٌ بِطِيبَيِّ الشَّذَا وَالمَحْتَدِ
فَأَوْقَدَتْ بَيْنَ حَنَايَاهُ جَوَىً لَمْ يَخْمَدِ
مَا انْفَكَّ يَهْذِي بِاسْمِهَا فِي عَبْرَةٍ لَمْ تُعْهَدِ
مُقْصىً مَعَ النَّزْفِ سَقِيماً دُونَ رِفْدٍ مُفْرَدِ
وَبَاحَ لِي مِنْ بَعْدِمَا أَضْحَى عَدِيمَ العُوَّدِ
أَحْبَبْتُهَا حُبَّاً يُزِيلُ اللَوْمَ عَنْ مُنْتَقِدِي
وَكُلُّ خَوْفِي فَصْلُهُمْ لِلرَّأْسِ عَنْ ذَا الجَسَدِ
فَمُنْذُ أَنْ صَافَحْتُهَا لَمْ يَغْسِلِ المَاءُ يَدِي
أَنْسَتْهُ لُبّاً وَمَضَتْ تَخْتَالُ فِي تَأَوُّدِ
فَظَلَّ يَقْفُو إِثْرَهَا قَسْراً لِبَابٍ مُوصَدِ
وَعَادَ يُشْجِيهِ الأَسَى نَحْوِي بِخَطْوٍ مُجْهَدِ
فَكَيْفَ ثَأْرِي لِفَتَىً مَاتَ بِسَيْفٍ مُغْمَدِ