أَعْشَابُ المَزَابِل - صلاح الدين الغزال

كَمْ هَامَةٍ تَمْشِي اخْتِيَالاً فِي بَطَرْ
لاَحَتْ فَظَنُّوا أَنَّ صَاحِبَهَا بَشَرْ

وَكَقَوْمِ هُودٍ إِذْ رَأَوْهُ عَارِضاً
مُسْتَقْبِلَ الوَادِي فَقَالُوا ذَا مَطَرْ

قَدْ يَلْمَعُ الذَّهَبِيُّ لَكِنْ هَلْ هُمَا
صِنْوَانِ أَعْشَابُ المَزَابِلِ وَالشَّجَرْ

بَانَتْ سُعَادٌ وَيْحَ كَعْبٍ بَعْدَمَا
بَانَتْ وَلَمْ يُدْرِكْ مُحَيَّاهَا الأَثَرْ

فِينَا وَفَاءٌ سَوْفَ يُدْنِي غَيْثَنَا
مِنْ بَعْدِ تَقْتِيرٍ وَإِنْ طَالَ السَّفَرْ

كَمْ فَارِسٍ مُتَرَجِّلٍ نَحْوَ الوَغَى
يَطْوِي غُبَارَ السَّهْلِ يَلْهُو بِالخَطَرْ

وَبَقَايَا أَشْبَاهِ الرِّجَالِ تَوَاثَبُوا
نَحْوَ المَنَافِذِ يَبْحَثُونَ عَنِ المَفَرّ

جَمَحَتْ بِنَا الفَرَسُ الذَّلُولَةُ وَاعْتَلَى
الأَوْبَاشُ قُرْصَ الشَّمْسِ وَاغْتَالُوا القَمَرْ

العَصْرُ عَصْرُكُمُ فَتِيهُوا وَارْقُبُوا
فَالصُّبْحُ آتٍ وَالمَدَى لَنْ يَنْدَحِرْ

حَتَّى وَإِنْ مِلْنَا سَنَبْقَى وَالعُلاَ
سَيْفَيْنِ تَخْشَانَا تَصَارِيفُ القَدَرْ