سَهْمُ العَنَاء - صلاح الدين الغزال
هَاجُوا مِنَ الغَيْظِ يَجْتَرُّونَ حُرْقَتَهُمْ
كَأَنَّمَا انْتُزِعُوا مِنْ جَوْفِ بُرْكَانِ
الحُنْقُ كَانَ لَهُمْ سِمْتاً وَحَيَّرَهُمْ
تَشَبُّثِي فِي حِمَى لَحْدِي بِأَكْفَانِي
فِي مُقْلَتَيَّ ثَوَى عُسْرٌ جَحَافِلُهْ
أَرْدَتْ بَقَايَا جِيَادِي بَعْدَ فُرْسَانِي
قَالَتْ وَقَدْ غَرَبَتْ شَمْسٌ مُعَذِّبَتِي
لَيْلٌ جَدِيدٌ طَوَى بِالمَقْتِ سُلْوَانِي
بِالأَمْسِ قَدْ أَغْلَقُوا مَا بَيْنَنَا سُبُلاً
وَالسَّيْرُ أَلْهَبَ فَوْقَ الجَمْرِ أَحْزَانِي
وَالنَّاسُ أَلْقَى بُعَيْدَ الشَّدِ قَوْسُهُمُ
سَهْمَ العَنَاءِ عَلَى نَعْشِي فَأَحْيَانِي
سَيْفِي تَآكَلَ فِي غِمْدِي مُكَابَدَةً
أَرْثِي لِحَالِي وَهَدَّ الدَّمْعُ أَجْفَانِي
أَمْضِي إِلَيَّ مَعَ الأَجْدَاثِ يَحْمِلُنِي
بُؤْسِي لَعَلَّ حِرَابَ المَوْتِ تَلْقَانِي
فَلَمْ أُلاَقِ لَدَى الإِزْهَاقِ مُنْقِذَةً
تَجْتَثُّ رُوحِي لِكَيْ يَرْتَاحَ جُثْمَانِي