الأَمَةُ الآبِقَة - صلاح الدين الغزال
سَأَلْتُ الكَوْنَ هَلْ يَا كَوْنُ نِدٌّ
لِقَاتِلَتِي لَدَيْكَ لِكَيْ أَرَاهَا
أَرَدْتُ وِصَالَهَا مُذْ أَلْفِ عَامٍ
وَلَمْ أَعْشَقْ بِذِي الدُّنْيَا سِوَاهَا
أَرَاهَا فِي مَنَامِي حِينَ أُمْسِي
وَعِنْدَ الصُّبْحِ يَسْلُبُنِي شَذَاهَا
سَبَانِي سِحْرُهَا حُمْقاً وَحَالَتْ
سُيُوفُ البُعْدِ أَنْ يُرْجَى مَدَاهَا
فَهَلْ يَا كَوْنُ يَجْمَعُنَا لِقَاءٌ
قَرِيباً أَمْ سَيَقْتُلُنِي هَوَاهَا
أَجَابَ الكَوْنُ لاَ تُخْدَعْ رَفِيقِي
وَلاَ تَرْكُضْ بِلاَ عَقْلٍ وَرَاهَا
فَلَمْ أَسْمَعْ نَصِيحَتَهُ ودَارَتْ
مَعَارِكُهَا عَلَى أَرْضِي رَحَاهَا
ظَنَنْتُ بِأَنَّهَا مَلَكٌ رَقِيقٌ
وَأَنِي رَغْمَ عُذَّالِي فَتَاهَا
وَصِرْتُ مُتَيَّماً مِنْ غَيْرٍ رُشْدٍ
أُقَاسِي بُعْدَهَا عَنِّي سَفَاها
وَلَكِنِّي صَحَوْتُ عَلَى فَحِيحٍ
وَأَنْيَابٍ بَرَى جِسْمِي أَذَاهَا
نَهَضْتُ بِرَغْمِ عَضَّتِهَا سَلِيماً
وَلَمْ يُفْلِحْ لَدَى حَرْقِي لَظَاهَا