البَصْرَة - صلاح الدين الغزال

نَارٌ تَتَأَجَّجُ فِي صَدْرِي
وَجَلِيدٌ يَخْتَلِجُ الأَعْمَاقْ

دَمْعِي أَذْرِفُهُ مُنْتَحِباً
وَتَضِيقُ بِأَصْدَائِي الآفَاقْ

كَمْ لَيْلٍ أَرَّقَهُ شَجْوِي
بِجُفُونٍ أَذْبَلَهَا الإِرْهَاقْ

وَصَبَاحٍ يَأْتِي مُلْتَحِفاً
ثَوْبَ الإِدْلاَجِ مَعَ الإِشْرَاقْ

وَسَأَلتُ البَصْرَةَ عَنْ نَزْعٍ
قَدْ عَمَّ العُرْبَ وَمَا مِنْ رَاقْ

غَسَقاً أَتَحَسَّسُ أَرْصِفَتِي
أَعْمَىً لاَ تُبْصِرُهُ الأَحْدَاقْ

كَمْ بِتُّ أَحِنُّ لِشُطْآنٍ
أَعْيَاهَا القَصْفُ وَكَمْ أَشْتَاقْ

وَلَكَمْ يُؤْذِينِي وَيُحْزِنُنِي
جَوْرُ الإِقْصَاءِ وَذَا الإِطْرَاقْ

فَإِلَيْكِ وَمِنْ أَعْمَاقِ القَلْبِ
المُفْعَمِ نَحْوَكِ بِالأَشْوَاقْ

قُبُلاتِي لِكُلِّ مُكَابَرَةٍ
زَانَتْكِ بِهَا أَيْدِي الخَلاَّقْ