أَقْتَاتُ حُزْنِي - صلاح الدين الغزال
رَأَبْتُ صَدْعِي وَخُضْتُ الغَيْمَ وَامْتَنَعَتْ
مِنْ بَعْدِ لَوْكٍ عَلَى هِنْدٍ بَقَايَايَا
أَيْقُونَةُ الغَدْرِ مِنْ كَفَّيَّ مَا انْتُزِعَتْ
وَالنَّبْلُ ما أَخْطَأَتْ فِي الأَيْكِ مَرْمَايَا
مَاذَا يُرِيدُ الأُلَى بِالأَمْسِ قَدْ رَفَعُوا
لِوَاءَ خِزْيٍ وَأَضْنَوْا ضَرْعَ مَنْفَايَا
نَفْسِي وَقَدْ أُجْهِدَتْ مِمَّا يَجُودُ بِهِ
تَقْتِيرُ مِيكَالَ أَمْ نَوْحِي وَشَكْوَايَا
لَكَمْ رَثَيْتُ لِحَالِي عَنْدَمَا نَبَشَتْ
رِيَاحُ قَادَاتِهِمْ فِي العَصْفِ مَثْوَايَا
فَأَخْرَجُونِي رُفَاتاً دُونَمَا كَفَنٍ
وَقَدْ نُهِيتُ وَمَلَّ الذُّعْرُ مَرْآيَا
عَنِ البُكَاءِ وَإِنِّي وَقْتَهَا حَنِقٌ
أُحْصِي جِرَاحِي وَصَارَ الحُزْنُ مَأْوَايَا
مَنْ يَلْتَقِينِي يَرَى نَفْساً مُحَطَّمَةً
قَدْ سَامَهَا الضَّيْمُ خَسْفاً قَبْلَ لُقْيَايَا
يَرَى فُؤَاداً كَئِيباً شَاقَهُ أَرَقٌ
وَقَدْ تَحَلَّى بِغَيْرِ الحَمْدِ مَسْرَايَا
تِلْكُمْ مَآسِيَّ لَوْ مِنْ غَيْظِهَا انْتَفَضَتْ
لَزَالَ مِنْ وَيْلِهَا الآنَامُ إِلاَّيَا
أَنَا الصَّبُورُ وَقَلْبِي لَمْ يَكُنْ فَزِعاً
مِمَّا أَرَتْهُ مِنَ الأَهْوَالِ عَيْنَايَا
تَحْتَ السِّيَاطِ بِلاَ جِلْدٍ أَفُرُّ بِهِ
أَقْتَاتُ حُزْنِي وَمَوْتِي مِثْلُ مَحْيَايَا
فَمَنْ سِوَايَ يَلُوكُ الصَّخْرَ دَيْدَنُهُ
حَشْدُ المَآسِي وَلَيْلُ الخَوْفِ مَرْفَايَا